كرم الرئيس اللبناني، جوزيف عون، اليوم/الخميس/، المخرج اللبناني- البرازيلي العالمي جورج فيليب تقلا، ومنحه وسام الاستحقاق اللبناني الفضي احتراما لتاريخه الفني الطويل وتقديرا للموهبة التي عبرت حدود الوطن فرسمت بالوان ممزوجة بالعالمية لوحات فنية وموسيقية جسدت الابداع الفكري في الإخراج المسرحي، وعبرت عن عمق ثقافي يحاكي أصالة وتقاليد الشعب اللبناني، متمنيا له المزيد من النجاح والاستقرار في النهج نفسه الذي يتبعه.
والقى تقلا كلمة شكر فيها الرئيس عون على منحه الوسام.. وقال، إن:"هذا الوسام يشرفني. انا في لبنان بعد 25 سنة من وجودي في البرازيل أساهم بواسطة الفن في عودة البلد إلى الحياة الطبيعية والتقدم، لقد ولدت في عائلة ساهمت في خدمة لبنان وكان والدي فيليب تقلا وزيرا للخارجية لأكثر من مرة وأول حاكم للمصرف المركزي، وإخراجي لاوبرا كارمن في مهرجانات بعلبك الدولية هو مساهمتي المتواضعة في الاستمرار بخدمة البلد".
ورد عون محييا دور المخرج تقلا وخاصة في إخراج مسرحية " كارمن" التي قدمت في بعلبك في إطار مهرجاناتها الدولية هذا العام..وقال، إن:"هذا الوسام هو عربون تقدير لما قدمه تقلا في مسيرته ويعكس حضور لبنان في الثقافة والفن والمسرح، والدور الريادي في ميدان الثقافة والفكر، أعبر عن فخر لبنان بكم والاعتزاز بما تقدمونه، وأرى في وجودكم في لبنان، بلدكم الأول وإخراجكم " كارمن" على النحو الإبداعي والمميز، تأكيدا على أن اللبنانيين في دول المهجر يتعلقون بوطنهم الأم ويؤمنون به ويعملون على خدمته في كل المجالات والميادين".
وحضر الاحتفال إضافة إلى تقلا وعائلته، رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دو فريج وأعضاء اللجنة، ومحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر.
يذكر أن المخرج تقلا الذي أثبت حضوره واحداً من أبرز مخرجي ومنتجي العروض الغنائية والأوبرالية في البرازيل، وقدم أعمالاً شهيرة على مسارح ساو باولو ونيويورك وبوينس آيرس، وعواصم عالمية أخرى، من بينها "لاترافياتا" و"ريجوليتو"، و"كارمن"، و"إيفيتا"، و"يسوع المسيح سوبرستار"، و"حلم ليلة منتصف الصيف"، و"الآنسة شانيل"، وغيرها.
ووصف تقلا إخراجه لأوبرا "كارمن" في بعلبك بأنه "علامة فارقة" في مسيرته الفنية، وأوضح أنه حرص على تقديم هذا العمل الضخم على أدراج معبد باخوس في قلعة بعلبك التاريخية، برؤية تمزج بين المحلي والعالمي.
وعن سببب اختياره تقديم "كارمن"، أوضح أنه أخرج هذا العمل سابقاً في ساو باولو، وعندما طُلب منه تقديمه في بعلبك لم يتردد، رغم الغربة الطويلة، مشيرا إلى أن شخصية كارمن تجسد المرأة الحرة، المستقلة والمنكبة على العمل مع الثوار لتحرير أرضها مع التزامها بالتضحيات الجمة لتحقيق ذلك، معتبراً أن لبنان يشبه كثيراً هذه المرأة التواقة إلى الحرية والمناضلة من أجل الاستقلال والبحث عن الذات والولادة الجديدة.