رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

نهاية الحرب تبتعد!


7-8-2025 | 19:41

.

طباعة
بقلم: عبدالقادر شهيب

بينما أعلن ويتكوف المبعوث الشخصى لترامب للمنطقة أن أمريكا وإسرائيل تعملان معا لصفقة تنهى الحرب فى غزة وتفرج عن كل الإسرائيليين المحتجزين فى القطاع كشفت الصحافة الإسرائيلية عن قيام عشرات من المسئولين الأمنيين الإسرائيليين بمطالبة ترامب بممارسة الضغوط على نتنياهو ليقبل بإنهاء الحرب، بعد أن تم الإجهاز على القدرات العسكرية لحماس .

 

وفى ذات الوقت تجددت المظاهرات فى إسرائيل بعد نشر حماس فيديو لاثنين من المحتجزين الإسرائيليين فى غزة وعلى جسد كل منهما بوضوح آثار المجاعة التى يعيش فيها أهل القطاع، لكن فى ذات الوقت أعلن نتنياهو أنه سيعقد قريبا اجتماعا للمجلس المصغر للحكومة لصياغة التوجيه السياسى لقادة جيش الاحتلال خلال الأيام المقبلة، فى ظل ضغوط يمارسها وزراء اليمين الدينى المتطرف على نتنياهو لكى تستمر الحرب فى القطاع وأن يتم استكمال احتلال باقى أراضى القطاع، والتى تبلغ ربع مساحته بل والبدء فى إنشاء مستعمرات إسرائيلية مجددا فيه، وهو ما ترفضه قيادة جيش الاحتلال وترى أنه لا جدوى منه ولا ضرورة له، أما صفقة ويتكوف الجديدة التى أعلن عنها لإنهاء الحرب فإنه تواجهها عقبتان أساسيتان .. الأولى الانسحاب الكامل من أراضى القطاع لقوات الاحتلال، وهو ما يرفضه نتنياهو وحكومته، حيث يصر على بقاء قوات الاحتلال فى مواقع بالقطاع لفترة تقدر بالسنوات، وهذا أمر مرفوض من حماس، بل من كل الفصائل الفلسطينية، ومرفوض مصريا وعربيا أيضا .. أما العقبة الثانية فهى سلاح حماس، فبعد أن أعلن ويتكوف أن صفقته تتضمن تسليم حماس لسلاحها وأنها توافق على ذلك، خرجت حماس فورا لتعلن أنها لن تتخلى عن سلاحها مادام الاحتلال الإسرائيلى مستعمر للأراضى الفلسطينية والدولة الفلسطينية لم تتم إقامتها بعد ... وهكذا يمكن القول إن صفقة ويتكوف الجديدة قد أخفقت قبل أن يتم الإعلان عن تفاصيلها أو يتم التفاوض حولها من قبل الوسطاء، مصر وقطر وأمريكا مع إسرائيل وحماس، ولعل ذلك يفسر أن ويتكوف لم يعلن بعد عن موعد لهذا التفاوض حولها.

أما مظاهرات المطالبين بوقف الحرب داخل إسرائيل فهى مستمرة منذ شهور ولم تسفر عن شىء يذكر لإنهاء الحرب أو حتى للتوصل إلى هدنة ..بل إنه فى وجود هذه المظاهرات والاحتجاجات خرق نتنياهو آخر هدنة واستأنف الحرب بضراوة وشراسة أكثر، وأحكم الحصار على القطاع واحتل ثلاثة أرباع مساحة قطاع غزة، واستمر فى الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج لأهل القطاع .. وصحيح هو أصدر بيانا لحكومته يشجب فيه فيديو المحتجزين الجائعين ويندد ويشتم حماس، بل ويطالب الصليب الأحمر بتوصيل الغذاء لهم، إلا أنه لم يتحدث عن إنهاء الحرب ولو من خلال التعليق على ما أعلنه ويتكوف عن الصفقة الجديدة التى يفكر فيها .. بل مازال يتحدث عن تحقيق كل أهداف الحرب والتى لم تعد قاصرة على إنهاء حماس من القطاع وتسليم حماس لسلاحها، وإنما شملت التخلص من كوادرها وقادتها بالاغتيال،كما حدث ويحدث مع قادة وكوادر حزب الله فى لبنان .. وربما لذلك قال المسئولون الأمنيون الإسرائيليون السابقون فى رسالتهم لترامب إنه يمكن ملاحقة قادة حماس بعد إنهاء الحرب، وهو ما يفهم منه أن ترامب يشارك نتنياهو الرغبة فى التخلص من قادة حماس هو الآخر، إذن .. ما يرجح استمرار الحرب يتجاوز ما يرجح إنهاءها ووقفها إسرائيليا وأمريكيا .. اللهم إلا إذا كان ترامب قد بدأ يشعر بالضغوط الدولية المتزايدة الآن لوقف هذه الحرب، التى تعد حرب إبادة جماعية وتجويع ممنهج لأهل غزة ..إن العديد من الدول قررت مثل بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا لم يتم وقف هذه الحرب البشعة، وقد يحاول ترامب إجهاض ذلك بوقف ولو كامل أو مؤقت للحرب لتخفف من هذه الضغوط الدولية.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة