أصدرت محكمة أمريكية في ولاية أوهايو، حكمًا حاسمًا في واحدة من القضايا الصادمة التي أثارت جدلًا كبيرًا في المجتمع، بعد الحكم بالسجن مدى الحياة على سيدة بسبب وفاة طفلتها.
وذكرت صحيفة مترو أن الحكم صدر ضد كريستل كانديلاريو، بعد أن تُوفيت رضيعتها "جيلين"، البالغة من العمر 16 شهرًا، إثر تركها دون رعاية لمدة عشرة أيام داخل المنزل، بينما كانت والدتها تقضي عطلة بين مدينتين مختلفتين.
وأثارت القضية غضبًا واسعًا بعدما كشفت التحقيقات أن كريستل قررت أن تترك كل شيء خلفها وتسافر بعيدًا، بما في ذلك ابنتها الرضيعة التي تُركت وحدها في قفص لعب بلا طعام كافٍ ولا أي إشراف.
وبعد عودتها، وجدت الصغيرة دون حراك داخل مكانها، وسط آثار واضحة للإهمال والجفاف، فيما أكد تقرير الشرطة أن الطفلة كانت في حالة حرجة، ولفظت أنفاسها الأخيرة قبل وصول أي مساعدة.
وأثناء التحقيق، أرجعت كانديلاريو تصرفها إلى تدهور صحتها النفسية، مشيرة إلى أنها كانت تعاني من اضطرابات حادة واكتئاب شديد في الشهور التي سبقت الواقعة.
وقالت إنها كانت قد نُقلت إلى المستشفى في أكثر من مناسبة، وشعرت وقتها بأنها وصلت إلى نقطة لم تعد فيها قادرة على تحمّل أي شيء، فغادرت المنزل بدافع "الهروب العشوائي" وليس بدافع الرفاهية.
وبحسب إفادتها، فإنها أبلغت شريكها السابق أنها تركت الطفلة في رعاية جدّتها، ما تبين لاحقًا أنه غير صحيح، كما قالت إنها فكرت في طلب المساعدة من الجيران لكنها تراجعت، وهو قرار وصفته بأنه كان خطأ العمر.
وحين عادت من رحلتها، أدركت الأم أن الكارثة قد وقعت، لم يكن الحزن على مصيرها المحتوم بالسجن، بل على ابنتها التي لم تتمكن من إنقاذها، وقد أكدت أمام المحكمة أن الطفلة كانت تعني لها "العالم بأسره"، وأن ما حدث لم يكن سوى نتيجة لسلسلة من الانهيارات النفسية، وليس إهمالًا متعمدًا.
وخلال جلسات المحاكمة، كشفت الجهات الأمنية أن صرخات الطفلة تم تسجيلها عبر كاميرا جرس منزل أحد الجيران، صوت البكاء استمر لأيام دون أن يدركه أو يلاحظه أحد بشكل كافي، وأكدت الطبيبة الشرعية أن الطفلة عانت لعدة أيام من الجوع والعطش، ووصلت إلى مرحلة مؤلمة من اليأس.