رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

خليل مرسي.. حين يجتمع الفن والعلم في رجل واحد

5-8-2025 | 07:56

خليل مرسي

طباعة
لؤلؤة النجمي

في مثل هذا اليوم من عام 2014، غاب عن الساحة الفنية المصرية واحد من أكثر الفنانين حضورًا واتزانًا، الدكتور خليل مرسي، الذي لم يكن مجرد ممثل، بل شخصية متعددة الأبعاد، جمعت بين الموهبة الأكاديمية والبصمة الفنية.

ولد خليل مرسي في زمن لم يكن فيه الفن خيارًا مقبولًا لدى بعض الأسر المحافظة، لذا التحق بكلية الزراعة تنفيذًا لرغبة والده، لكن شغفه بالفن ظل كامناً في قلبه. وبعد أن أتم دراسته الجامعية، لم يتردد في السير وراء حلمه الحقيقي فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وهناك صقل موهبته، ليواصل بعدها مشوار الدراسات العليا حتى نال درجة الدكتوراه، وشغل لاحقًا رئاسة قسم المسرح بجامعة 6 أكتوبر، جامعًا بين العلم والمسرح في توليفة نادرة.

مشواره الفني كان غنيًا بالأدوار التي تنوعت بين الخير والشر، الكوميديا والدراما، وقدّم خلاله أداءً متزنًا لا يميل إلى المبالغة، مما جعله واحدًا من أكثر الممثلين احترامًا لدى جمهور الشاشة الصغيرة والكبيرة على حد سواء.

قدّم خليل مرسي مجموعة من الأعمال الدرامية البارزة مثل: "لن أعيش في جلباب أبي"، "العراف"، "الإمام الشافعي"، "حضرة المتهم أبي"، "فارس بلا جواد"، "مشرفة.. رجل لهذا الزمان"، "كليوباترا"، "خيبر"، و"زيزينيا"، كما تألق سينمائيًا في أفلام مثل: "مافيا"، "أوقات فراغ"، "حبك نار"، "أمن دولة"، "الساحر"، و"مهمة في تل أبيب".

ارتبط اسمه أيضًا بالمسرح، خاصة من خلال تعاونه الطويل مع الفنان محمد صبحي، حيث كان أحد أعمدة فرقته المسرحية، وشارك في أعمال لافتة منها "سكة السلامة 2000" و"كارمن"، ضمن سلسلة من العروض التي جمعت الفن الراقي بالمضمون الاجتماعي العميق.

بعيدًا عن الأضواء، احتفظ خليل مرسي بروح روحانية شفافة، وظهر ذلك جليًا في موقف مؤثر شهده خلال أدائه مناسك العمرة، عندما عجز للحظات عن رؤية الكعبة المشرفة، وهو ما وصفه لاحقًا بانقباض داخلي ألمه بشدة قبل أن يُكرم برؤية بيت الله والدخول إليه، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في نفسه.

في الخامس من أغسطس، أسدل الستار على حياة إنسان ترك وراءه ما هو أكثر من الأدوار الفنية؛ ترك مدرسة في الأداء والخلق، ورحلة كفاح ملهمة تذكرنا أن الإيمان بالموهبة، مهما تأخر، لا بد أن يجد طريقه إلى النور.

أخبار الساعة