رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

نداء الوطن لأبنائه في الخارج

3-8-2025 | 14:39

عمرو سهل

طباعة
عمرو سهل

لا شك أن المصريين في الخارج يشكلون امتدادا حيا وفاعلا للوطن خارج حدوده الجغرافية فهم سفراء لمصر بثقافتهم وهويتهم وعلمهم يحملون على عاتقهم مسئولية تمثيل بلادهم في مختلف الميادين ويسهمون بجهودهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز صورة مصر في العالم وقد أثبتت التجارب أن أبناء الجاليات المصرية لم ينفصلوا يوما عن قضايا وطنهم بل ظلوا على ارتباط وثيق به مشاركين في معاركه التنموية ومساندين له في أزماته وناقلين لرسالته الحضارية إلى المجتمعات التي يقيمون فيها ومن هنا يبرز دورهم الوطني كشركاء حقيقيين في بناء الحاضر وصياغة المستقبل وكحلقة وصل بين الداخل المصري والعالم بما يعكس إيمانهم العميق بانتمائهم وهويتهم ويجعلهم عنصرا أساسيا في مشروع الدولة نحو التنمية الشاملة وبناء "الجمهورية الجديدة".

لذا ليس من المستغرب أن يكون الاحتفاء بهم وبدورهم ديدن الدولة ولعل انطلاق مؤتمر المصريين في الخارج في دورته السادسة دليلا على ذلك الاحتفاء فقد حملت كلمة رئيس الحكومة في انطلاق المؤتمر مجموعة مهمة من الرسائل التي تؤكد تقدير الدولة العميق للمصريين في الخارج ودورهم الوطني رسائل تحمل طابعا وجدانيا ووطنيا عاليا وتعكس مزيجا من الاعتزاز والاعتراف بالفضل والتواصل العاطفي والمؤسسي مع المصريين المهاجرين في إطار رؤية الدولة لتعزيز علاقتها مع أبنائها خارج الحدود فإن خطاب الدولة الموجه إلى المصريين في الخارج تأكيد على شمولية العلاقة بين الدولة والمواطن سواء داخل مصر أو خارجها وهو ما يتجلى في الحديث عن الجهود المبذولة لتيسير الخدمات القنصلية وتسهيل الاستثمار وتقوية الروابط الثقافية والانتمائية خاصة بين الأجيال الجديدة هذا التوجه يعكس وعيا رسميا متزايدا بأهمية الدبلوماسية الشعبية وبدور الجاليات كامتداد استراتيجي لمصالح الدولة وقد لعبت  ومازالت تلعي التحويلات المالية من الخارج دورا كمصدر حيوي للعملة الأجنبية ولطالما دعت الدولة المصريين في الخارج

أن يكونوا سفراء حقيقيين لوطنهم ليس فقط عبر تمثيل ثقافي أو اقتصادي بل عبر نشر الحقائق وتصحيح الصور النمطية المغلوطة وهو ما يحملهم مسئولية مضاعفة ويضعهم في صميم المشروع الوطني الشامل إنها دعوة للتكامل الوطني العابر للحدود تستند إلى سرد واقعي للجهود الداخلية وتطمح إلى تعزيز جسور الثقة والانتماء مع المصريين في الخارج بوصفهم قوة دعم لا غنى عنها فالجمهورية الجديدة تعلن عن نفسها كمرحلة جديدة من التحديث والبناء يتم إشراك الجميع فيها بما في ذلك المصريين في الخارج ما يعزز من شمولية هذا المشروع الوطني وفي إشارة لافتة فإن التركيز على الجيلين الثاني والثالث في الخارج إشارة تحمل بعدا استراتيجيا كونها تستهدف الحفاظ على الهوية والانتماء الوطني عبر الأجيال وهي قضية محورية في المجتمعات المهاجرة وحرص الدولة على تقديم سرد إيجابي لإنجازاتها يوضح أن الخطاب لا يكتفي بمخاطبة العاطفة بل يسعى أيضا لعرض ما تحقق من تقدم وإنجازات كمادة يمكن أن يفخر بها المصري في الخارج ويروج لها كخطوة لترميم أي فجوة نفسية أو سياسية قد تكون نشأت بين الدولة وأبنائها في الخارج عبر تأكيد الرعاية والاهتمام والاندماج في المشروع الوطني.

الاكثر قراءة