في واحدة من أدق وأخطر الحالات التي شهدها قسم الحضانات بمستشفى الخانكة التخصصي، نجح الفريق الطبي في إنقاذ رضيعة ولدت بحالة حرجة للغاية، بعد ولادة طبيعية متعثرة تخللها التفاف الحبل السري حول الرقبة، ما أدى إلى توقف كامل لنبض القلب وهبوط حاد بالدورة الدموية فور الولادة، جاء هذا الإنجاز تحت رعاية الدكتورة مها إبراهيم، رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة،
وتحت قيادة الدكتور السيد سليمان، مدير عام مستشفى الخانكة التخصصي، وبإشراف مباشر من الدكتور محمد يوسف، رئيس قسم الحضانات والأطفال المبتسرين.
استقبلت الحالة على يد الدكتور محمود عبده، طبيب مقيم الأطفال المبتسرين، الذي تعامل معها بكفاءة عالية وإنسانية بالغة، بالتعاون مع فريق التمريض المتميز، كما كان في استقبال الطفلة ايضاً الممرضة هاجر إبراهيم أمين، ضمن طاقم التمريض النشط والمتميز بقسم الحضانات، و تحت إشراف الممرضة أميمة جمعة والممرضة إسراء رزق، مشرفتي تمريض الحضانات، و تم تنفيذ الفحوصات والتحاليل اللازمة بدقة عالية، تحت إشراف الدكتور محمد صابر، مدير الخدمات الطبية ورئيس قسم الأشعة، والدكتورة إيمان بشير، رئيس قسم المعمل.
وبحسب مصادر طبية داخل المستشفى، فقد تم التعامل مع الحالة على الفور من قبل الفريق الطبي والتمريضي، حيث جرى تنفيذ الإنعاش القلبي الرئوي بشكل عاجل، مع تركيب قسطرة وريدية وإعطاء الأدوية المنقذة للحياة، ثم وضع الطفلة على جهاز التنفس الصناعي وإجراء الفحوصات اللازمة، بما في ذلك أشعة وسونار على المخ لمتابعة أي تأثيرات عصبية نتيجة نقص الأكسجين.
واستمرت إقامة الطفلة داخل الحضانة لمدة 25 يوماً، واجهت خلالها تحديات صحية معقدة، كان من أبرزها نقص الأكسجين بالمخ، التهاب رئوي حاد، وتجمع هوائي داخل الرئة، تطلب تدخل جراحي بتركيب أنابيب صدرية.
وأشارت إدارة المستشفى إلى أن الفريق الطبي تعامل مع الحالة بكفاءة عالية، حيث تم سحب الهواء المحبوس داخل الرئة، مع إعطاء مجموعة من المضادات الحيوية شملت “يوناسين”، “أميكين”، و”ميرونيم”، إضافة إلى إدخال عقار “تيراتام” ضمن خطة العلاج، بهدف الوقاية من أي نشاط كهربي غير طبيعي بالمخ.
وبفضل الجهود الطبية المستمرة، أظهرت الطفلة تحسن تدريجي، وتمت إزالة الأنبوبة الصدرية، واستقرت المؤشرات الحيوية، حتى غادرت الحضانة بحالة صحية جيدة، وسط إشادة واسعة من إدارة المستشفى بكفاءة وتفاني الفريق الطبي والتمريضي، في إنقاذ حياة كانت على وشك الفقد.