تحدثت الإعلامية الفلسطينية منى عوكل عن كواليس مغادرتها قطاع غزة ووصولها إلى مصر، موضحة أن القرار كان صعبًا ومؤلمًا رغم حصولها على فرصة استكمال رسالتها الإعلامية من القاهرة، كما عبّرت عن يقينها بأن سياسة التجويع الإسرائيلية لن تنجح في فرض التهجير على الفلسطينيين.
وقالت عوكل في حوار مع "المصور" يُنشر لاحقًا: "أنا خرجت مع عائلتى من القطاع - برفقة بناتى وزوجى ووالدتى ووالدي، وهو رجل سبعينى مريض بالقلب ويحتاج الرعاية الطبية المستمرة، ولكن مع بدء شح الموارد كان الحصول على الدواء مهمة صعبة، خاصة وسط تلقى إنذارات الإخلاء والنزوح من المنطقة".
وأضافت: "كان خيارى الوحيد آنذاك هو الانتقال من المنزل الذى كنت أمكث به مع العائلات الأخرى والذهاب إلى الخيام. فى ذلك الوقت كان الوضع يزداد خطورة، مع الاستهداف لخيام النازحين والقصف المتعمد لها، وهنا كنت مضطرة لاتخاذ قرار الخروج بعائلتى إلى مصر - وهو قرار صعب عليَّ - رغم أن أهل مصر رائعون، ورغم أننى حصلت على فرصة لاستكمال مهمتى الإعلامية، وحصلت على فرصة للخروج عبر شاشة القاهرة الإخبارية لأواصل نقل معاناة شعبي، إلا أن شعور أننى تركت بلدى - وخاصة فى وقت الحرب - شعور صعب ومؤلم".
وتابعت: "بالطبع التغطية بالميدان مختلفة عن الوجود خلف الشاشة، ولكن مصدر قوتى هو معرفة الأوضاع كونى عشتها بالفعل، كما أننى أعلم ما يدور بالداخل وعلى تواصل مستمر مع أهلى وأصدقائي، وهو ما يجعل التغطية الخاصة بى مختلفة، وأنا أعتبر هذا مصدر قوتى كإعلامية. وحقًا أنا كنت محظوظة حينما أعطتنى القاهرة الإخبارية الفرصة كمذيعة إيمانًا بقدرتى على إيصال هذه الرسالة بصوت الفلسطينيين وشعورهم".
وعن موقفها من سياسة التجويع الإسرائيلية، قالت عوكل: "برأيى كسياسة تهجير لن تنجح، فحتى فى أحلك الظروف التى عاشها أهل القطاع - وأنا تحدثت إلى الكثيرين منهم - كانوا يخبروننى: لن نخرج من غزة مهما فعلت إسرائيل".
وأضافت: "مع ذلك لا يمكننا القول إن الأوضاع معقولة، فحينما تتحدثين إلى رجل ويبكى من شدة القهر لأنه لا يمكنه إطعام أطفاله، فإن الوضع الآن هو هروب من الموت، وبالتالي، حتى وإن فكر الناس بالخروج، فهذا سبيل للحياة وليس للهجرة أو ترك الوطن".
وتابعت: "أنا من البداية تحدثت عن استخدام إسرائيل لسياسة التجويع ضد الفلسطينيين لإجبارهم على الخروج لأى مكان لحماية حياة أطفالهم، فهى لن تستخدم القوة لإجبارهم على الخروج، ولكنها ستدفعهم نحو البحث عن الحياة".