رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

المهرجان القومي للمسرح المصري يكرم اسم الناقد أحمد هاشم والمؤلف يوسف مسلم

31-7-2025 | 17:14

ندوة تكريم روح الناقد أحمد هاشم و المؤلف يوسف مسلم

طباعة
همت مصطفى

 

خصص المهرجان القومي للمسرح المصري ندوة خاصة ضمن فعاليات دورته الثامنة عشرة للاحتفاء بروح الناقدين الراحلين أحمد هاشم ويوسف مسلم، عرفانًا بإسهاماتهما النقدية الكبيرة في إثراء الحركة المسرحية في مصر.

أقيمت الندوة بحضور الفنان محمد رياض رئيس المهرجان، والناقدة صفاء البيلي التي أدارت اللقاء، وبمشاركة الدكتور أحمد عامر، والناقد محسن الميرغني، وبحضور أسرتي الناقدين وعدد من المسرحيين والنقاد والجمهور، في أمسية اتسمت بالمحبة والوفاء.

دقيقة حداد وبداية وفاء

 وافتتحت الناقدة والكاتبة صفاء البيلي الندوة بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حداد على روح الناقدين الراحلين، مؤكدة أن: أحمد هاشم كان سندباد النقد المسرحي، طاف أقاليم مصر كلها لنقل نبض الحركة المسرحية، أما يوسف مسلم، فرغم صغر سنه، إلا أنه كان متعدد المواهب، جمع بين الشعر والتمثيل والكتابة والنقد، وكان له دور بارز في الحراك المسرحي".

محمد رياض: لا يزالون بيننا بإبداعهم

في لفتة إنسانية، قال الفنان محمد رياض رئيس المهرجان خلال كلمته: خالص العزاء لأسر الراحلين، وإن كانوا قد رحلوا بأجسادهم، فهم لا يزالون أحياء بيننا بإبداعاتهم وكتاباتهم التي أثرت المشهد المسرحي، وتركوا أثرًا سيظل باقيًا في قلوبنا وفي الذاكرة المسرحية».

البيلي: يوسف مسلم.. الغاضب من الحياة

تحدثت صفاء البيلي عن تفاصيل معرفتها بالراحلين، وقالت عن أحمد هاشم إنه كان "عاشقًا للثقافة الجماهيرية، محبًا للفنانين في الأقاليم، وكان يرى دائمًا طاقات كامنة تستحق الدعم والتقدير»
أما عن يوسف مسلم، فقالت: عندما طُلب مني الكتابة عنه، عنونت مقالي بـ"يوسف مسلم.. الغاضب من الحياة"، كان غاضبًا من الزيف، وليس من ذاته، شاعرًا وناقدًا وممثلًا وكاتبًا مسرحيًا، كتب عن نفسه وتنبأ برحيله المبكر»

أحمد عامر: التواضع والدقة أهم ما تعلمته من أحمد هاشم

شارك الدكتور أحمد عامر بشهادة مؤثرة عن علاقته بالناقد أحمد هاشم، قائلاً: تعرفت على أحمد هاشم في صعيد مصر أثناء لجان التحكيم، وتعلمت منه الكثير، كان إنسانًا هادئًا، منهجيًا، عميقًا، لا يتحدث كثيرًا، لكنه حين يتحدث يصيب جوهر المعنى،  كان وفيًا لأساتذته وعلى رأسهم دكتور  حسن عطية، وكان عطوفًا على الشباب دون تعالٍ، يزن كلماته بدقة ويمنحك من علمه دون تحفظ»

محسن الميرغني: يوسف مسلم.. شاعر الغضب الصادق

أما الناقد محسن الميرغني، فقد تحدث عن يوسف مسلم قائلاً: «لم يكن يوسف مسلم غاضبًا من ذاته، بل من زيف الواقع الذي اضطر لمجاراته. دخل معهد الفنون المسرحية ليفهم ويواجه. كان يعمل ويكتب بلا انقطاع، لأن الكتابة كانت وسيلته للبقاء، أعماله تعكس هذا الغضب النبيل،  استخدم السخرية والكاريكاتير والإضحاك كأدوات فنية تجريبية تعكس رؤيته للواقع المأساوي».

وأضاف: نصوصه تعيد إنتاج لحنه الإنساني والإبداعي، وتكشف عن حس مرهف ونظرة واعية للواقع. يوسف مسلم كان موهوبًا، جادًا، يكتب من عمق معاناته، ومن إيمانه بالفن كرسالة»

نداء من القلب: إطلاق اسمهما على مراكز ثقافية

و وجهت أرملة الناقد أحمد هاشم كلمة مؤثرة، قالت فيها: أحمد هاشم طاف كل مصر من الإسكندرية إلى أسوان، حاملاً حلمه الثقافي رغم مشقة السفر. كان يؤمن بشباب المسرح في الأقاليم، يرى فيهم مواهب حقيقية قد تتفوق على من هم في الصدارة، إذا أُتيحت لهم الفرصة فقط»

وطالبت في كلمتها بـ: جمع مقالاته وكتاباته في مؤلف واحد ليكون مرجعًا للأجيال القادمة، وأن يتم أيضًا حفظ أعمال يوسف مسلم بنفس الطريقة، كما أتمنى إطلاق اسميهما على أحد المراكز الثقافية أو قاعات العرض المسرحي، تخليدًا لإسهاماتهما الصادقة والمخلصة».

في نهاية الندوة، قراأت الكاتبة الصحفية  بعض الكلمات ترثي بها المبدعان الراحلان بعنوان:

 «أحمد هاشم صوت نقدي قوي هادئ ويوسف مسلم الصديق المبدع الخفي» 
«عندما  تتوضأ الكلمة في فجر الحروف، حين يتقاطع فينا صوت أحمد هاشم، ذاك النقديّ القوي الهادئ، الذي يشقّ صمْت الزيف بمبضع اليقظة،  وهذا  الصديق يوسف مسلم، الصديق الخفيّ، الذي ظل يتسلّل بين ظلال المعنى ليزرع فينا  أسئلة كثيرة لا تهدأ، ويأخذ  بأيدينا نحو البحث دوما.

وقف الناقد أحمد هاشم  كعمود نورٍ في ليل الكلام، يفضح عتمات الادّعاء بحكمة النقد  الوديع، وظل يوسف مسلم يحرس  الكلمة في الشرفات من خلف الستار، يربّت على قلوبنا بلمسة من لا يُرى ولا يُنسى.

صاغا لنا الراحلان جسدًا والباقيان إبداعًا، لحظة صدقٍ نادرة، يشبه فيها الفكر قنديلًا لا ينطفئ، كانا يمتحنان صبرنا على مواجهة مرايانا المكسورة: .. ليوقظا فينا  شجاعة السؤال  دون أي ملل .
ويوسف ربّي فينا حكمة الصمت حين يكون الصمت أبلغ من أي بيان
 وفي حضرتهما، لا مكان للكلمة الخاوية، ولا ملاذ لفكرةٍ بلا ساقين؛ إنهما يربطان العقل بالقلب بخيطٍ سرّي، فيعلّماننا أن النقد ليس سيفًا غاشمًا، بل مشرط حكيم، وأن الصداقة ليست حضورًا صاخبًا، بل  ظلّ يرافق خطونا حتى حين ننكره».

أخبار الساعة

الاكثر قراءة