رغم رحيلها، لا تزال أناملها تعزف في ذاكرة الموسيقى المصرية، جاءت جائزة الدولة للتفوق في الفنون لتضع اسم مشيرة عيسى، عازفة البيانو الرائدة، في مصاف المكرمين الذين رحلوا بأجسادهم لكن أثرهم باقٍ في الوجدان الثقافي والفني.
فازت مشيرة عيسى بالجائزة عن مجمل عطائها الفني والأكاديمي، حيث كانت واحدة من أبرز عازفي البيانو في مصر والعالم العربي، وصاحبة مسيرة لامعة امتدت لسنوات، دمجت فيها بين الأداء العالمي والتعليم الراقي، والمشاركة الدولية الواسعة.
حصلت على دبلوم المعهد العالي للكونسرفتوار بتقدير امتياز، ثم نالت دبلوم فن الأداء على البيانو من فيينا بالنمسا عام 1984، قبل أن تُتوّج مسيرتها العلمية بالحصول على درجة الدكتوراه في الموسيقى عام 1987.
شاركت الراحلة في عدد من المهرجانات الدولية المهمة، منها مهرجان سرفانتيون بالمكسيك وأسابيع الموسيقى الدولي بصوفيا (إيطاليا)، كما قدمت حفلات منفردة داخل مصر وخارجها، ورافقت أوركسترا القاهرة السيمفوني في مواسمه المتعاقبة، وكان من أبرز ظهوراتها مشاركتها في افتتاح دار الأوبرا المصرية عام 1988.
حصدت خلال مشوارها عدة جوائز محلية وعالمية، منها: الجائزة الأولى من جمعية الشباب الموسيقى بالقاهرة، جائزة ستيبانوف بفيينا، جائزة شيكاغو للفنون.
كما تم تصنيفها ضمن قائمة أفضل 100 شخصية نسائية مؤثرة في مجال الموسيقى عالميًا، ووصفتها منظمة اليونيسكو بأنها من أفضل عازفي البيانو في مصر والعالم.
واجهت تجربة مرضية قاسية بعد إصابتها بسرطان الثدي، لكنها انتصرت عليه لفترة، قبل أن يعاود الهجوم في صورة أشد، ليرحل الجسد وتبقى السيرة.