يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على إحياء ذكرى ثورة 23 يوليو بخطاب سنوى يُحيّى فيه رموز الثورة، ويؤكد على ثوابتها فى الاستقلال الوطني.. وهى خطابات عكست تطور الرؤية الوطنية، من استلهام مبادئ الثورة، إلى بناء الجمهورية الجديدة، مع تأكيد دائم أن القوات المسلحة كانت – ولا تزال – درع الوطن وسنده فى لحظاته الفاصلة.
وتابع الرئيس السيسى قائلا: بمناسبة مرور 62 سنة على ثورة يوليو المجيدة، التى قام بها الجيش المصرى فى ظل الأوضاع الصعبة التى كانت تشهدها تلك الفترة، وفى ظل الاستعمار والأوضاع الاجتماعية البائسة، فإن الجيش المصرى تحرك فى هذه الفترة برجال شرفاء عظماء لتلبية طموحات الشعب المصرى حتى تكون بداية لمصر الحديثة.
وتحدث الرئيس السيسى عن التحدى الذى يواجه مصر الآن فقال: ليس فقط اقتصاديا وإنما هو تحدٍّ وجودى، وهناك مخطط لهدم الدولة، ولكن لا أحد يستطيع أن يهزم شعبا إذا كان إلى جانب جيشه وشرطته.
أضاف الرئيس قائلًا: عندما نقول علينا أن ننظر للوضع فى المنطقة المحيطة بنا، فإنه يُقصد من ذلك أن ننظر للسياق العام الذى يوجد فيه الوطن العربى كله وليس مصر فقط.. وما هو الهدف العام الذى ينظم هذا السياق.. وأين مصر من هذا السياق؟، وهى صورة يجب ألا تغيب عنا أبدا؛ لأنها بمثابة الوقود اللازم لتحقيق الصلابة والإرادة والعزيمة، التى لابد أن تصاحبنا دائما جنبا إلى جنب مع الفهم الصحيح لكل هذه الأمور بسياقاتها.
وواصل الرئيس السيسى إشادته بثورة 23 يوليو ورجالها، فقال عام 2015: تحل علينا الذكرى 63 لثورة يوليو المجيدة.. لتسجل فى ذاكرتنا يوما خالدا من أيام مصر.. وعلامة فارقة فى تاريخها المعاصر.. لقد جاءت تلك الحركة المباركة تتويجا لنضال طويل خاضه شعب مصر.. دفاعا عن حريته وحقه فى وطن مستقل عادل موفور الكرامة.. نضـال طويـل قامـت به رمـوز عظيمة للعمــل الوطـنــى.. قادوا كفاح هذا الشعب من أجل الحرية والاستقلال.. نجحت الثورة فى إنهاء الاحتلال وبدأت جهودا طموحة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.. كما نجحت فى أن تُلهم شعوبا عديدة كانت تناضل من أجل التحرر والاستقلال.. وتجاوز تأثيرها نطاق مصر والعالم العربى؛ لتصبح رمزا لنضال شعوب عديدة فى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية كانت تكافح من أجل استقلالها الوطنى.. وتتوق إلى غد جديد يصون عزتها وكرامتها.. حتى تحققت أحلامها إيذانا ببدء حقبة جديدة فى التاريخ الإنسانى.
وأضاف الرئيس: أن ذكرى ثورة يوليو تُلهمنا بالكثير من القيم النبيلة التى نحن أحوج ما نكون إليها فى مرحلة البناء الراهنة.. وأن تلك الثورة تستدعى فى وجداننا قيم العمل الدءوب والتكاتف والاصطفاف الوطنى.. لبناء مجتمعنا الجديد وتحقيق التنمية الشاملة المنشودة.. إن ثورة يوليو لم تكن على الظلم فقط ولم تقتصر على مكافحة الفساد.. وإنما صاحبها نهوض شامل فى شتى مناحى الحياة الاقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية.. وشهدت إنجازات عظيمة فى قطاع الصناعة المصرية.. ولا زالت تلك الإنجازات حاضرة فى عالم اليوم تشهد على ما حققته تلك الثورة العظيمة من نجاحات وما ساهمت به فى إثراء الحياة المصرية.
وفى عام 2016 خلال حفل تخرج دفعة من طلبة وكليات المعاهد العسكرية بالكلية الحربية، قال الرئيس السيسى: إن ثورة يوليو مثّلت نقطة تحول رئيسية فى تاريخ مصر المعاصر، تعبر عن الاستقلال والحرية ونموذجا للسعى لحياة أفضل، ضمن مسيرة حمل لواءها رجال أوفياء سنظل أوفياء لهم.
كما أكد الرئيس فى 2017 وبمناسبة الذكرى الـ65 لثورة 23 يوليو المجيدة، - 23 يوليو- إن هذا اليوم الخالد من أيام مصر، استرد فيه المصريون حكم بلادهم، وبدأوا بعده مسيرة طويلة وشاقة من الكفاح، لتحقيق آمالهم فى الاستقلال والحرية والتنمية.. تَجاوَزَ تأثيرُ الثورة نطاقَ مصر، وألهمت الشعوب عبر العالم، ليصبح التحرر الوطنى حقيقة واقعة، ويصبح حق الشعوب فى تقرير مصيرها أمرًا مسلمًا به.
وفى عام 2018 قال الرئيس احتفالاً بذكرى يوليو: «يمر علينا يوم 23 يوليو من كل عام.. ليثير فى النفس مشاعر الفخر والكرامة.. باستعادة الاستقلال الوطنى.. واسترداد المصريين لحكم بلادهم.. بعد زمن طويل من الاستعمار والسيطرة الأجنبية.
نحتفل.. بالذكرى الـ66 لثورة 23 يوليو.. التى غيّرت واقع الحياة على أرض مصر.. وحققت تغييرات جذرية فى جميع الاتجاهات، لتضع هذا البلد على خريطة العالم السياسية، وتبدأ مسيرة جديدة من العمل الوطنى، لتحقيق آمال شعب مصر العظيم، فى إحداث تحولات نوعية، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
امتد تأثير ثورة يوليو، ليتجاوز حدود الإقليم، وتصل أصداء الثورة، إلى كافة أرجاء المعمورة، فتُلهم الشعوب التى تكافح من أجل حريتها، وتسهم فى تغيير موازين القوى فى العالم، لتميل لصالح الشعوب التى طال استضعافها وتهميشها.
فى عيد ثورة يوليو المجيدة.. نذكر بكل الإعزاز.. أسماء الرجال الذين حملوا رءوسهم على أكفهم من أجل هذا الوطن الغالى.. نذكر اسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. قائد الثورة.. الذى اجتهد قدر طاقته.. للتعبير عن آمال المصريين فى وطن حر.. مستقل.. تسوده العدالة الاجتماعية.
نذكر كذلك.. اسم الزعيم الراحل أنور السادات.. الذى بذل حياته ذاتها.. فى سبيل الحفاظ على الوطن.. وصون كرامته.. وحماية أراضيه.. والرئيس الراحل محمد نجيب.. الذى لبى بشجاعة نداء الواجب الوطنى فى لحظة دقيقة وفارقة.
نقول إن مصر غنية بأبنائها الأوفياء.. جيلًا بعد جيل.. يسلمون راية الوطن مرفوعة خفاقة.. وأن هذه الراية لن تنتكس أبدًا.. بإذن الله.. وبفضل عزيمة هذا الشعب وأصالته.
وفى 2019 خلال الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو بالكلية الحربية قال الرئيس: «إنه فى يوم مجيد من أيام مصر الخالدة.. ومن بين أروقة عرين الأبطال.. الكلية الحربية التى دأبت كل عام على إمداد الوطن بخيرة الرجال، نلتقى بخريجى الكليات والمعاهد العسكرية، شباب مصر وأملها، الذين يحتفلون ونحتفل بتخرجهم اليوم ليشكلوا أجيالًا متجددة تواصل مسيرة حماية الوطن ودماء جديدة تضخ فى شرايين القوات المسلحة لتنال شرف الدفاع عن مصر.
ويتزامن احتفالنا هذا مع احتفال مصر بالذكرى السابعة والستين لثورة 23 يوليو المجيدة تلك الثورة التى دوَّنت بمبادئها العظيمة.. وأهدافها السامية صفحة مضيئة فى سجلات التاريخ المصرى تضاف إلى صفحات نضال شعبنا العظيم ودفاعه عن حقه فى أن يعيش فى وطـن مرفوع الرأس موفور الكرامة، لقد استطاعت ثورة يوليو أن تغير وجه الحياة فى مصر على نحو جذرى وقدمت لشعبها العديد من الإنجازات الضخمة، كما أحدثت تحولًا عميقًا فى تاريخ مصر المعاصر أنهى مرحلة.. ومهد الطريق أمام مرحلة جديدة دعمت من قدرة الوطن، على مواصلة مسيرة البناء والتقدم.
وفى عام 2020 أكد الرئيس السيسى بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو أن الأيام برهنت على نبل الأهداف التى قامت ثورة يوليو من أجلها والتى استلهمتها من نبض جماهير الشعب المصرى.
ووجه الرئيس بهذه المناسبة التحية إلى رمز هذه الثورة الرئيس الراحل محمد نجيب وإلى قائدها الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، وأضاف مؤكدا: تمر الأيام والسنوات حاملة بين طياتها أحداثًا وذكريات تبقى عالقة فى الأذهان وتزهو بها الشعوب.. جيلًا بعد جيل وتاريخ مصر زاخر بالأمجاد من تلك الأحداث التى تجعلنا نستلهم من ماضينا عبرة لحاضرنا.. وأملًا لمستقبلنا، ويبقى يوم الثالث والعشرين من يوليو عام 1952 أحد أهم أيام مجدنا وإحدى أبرز محطات عزتنا؛ حيث تمر علينا الذكرى الثامنة والستين لهذه الثورة المجيدة التى نستعيد معها ذكريات كفاح شعبنا من أجل نيْل حريته.. واستقلال قراره الوطنى، ودائمًا ما كان احتفالنا بذكرى ثورة يوليو المجيدة مناسبة نستمد منها العزم والإصرار والإرادة لتحقيق تطلعات شعبنا وآماله فى تحقيق مستقبل مشرق له وللأجيال القادمة، تلك الأجيال التى من حقها أن تحيا حياة كريمة فى وطن آمن ومستقر ومزدهر.
وفى 2021 أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن ثورة 23 يوليو ثورة مجيدة، تمكنت من تغيير واقع الحياة على أرض مصر، وحققت تغييرات جذرية فى جميع المجالات؛ لتضع وطننا على خريطة العالم السياسية، وتبدأ مسيرة جديدة من العمل الوطنى لتحقيق آمال شعب مصر فى إحداث تحولات نوعية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
وفى عام 2022 قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: «سيظل تاريخ قواتكم المسلحة، كعهدكم بها دائمًا حافلًا بالبطولات والإنجازات الوطنية، ومن بين تلك البطولات ثورة يوليو المجيدة التى حملت القوات المسلحة لواءها، عندما خرجت طلائعها، ليلة الثالث والعشرين من يوليو منذ سبعين عامًا لتلتف حولها وتساندها، جموع وجماهير هذا الشعب ولتعلن قيام الثورة، التى ردت للوطن عزته، وللمواطن كرامته وليسطر التاريخ، نموذجًا للعلاقة بين الشعب وجيشه اتسمت عبر عقود طويلة، بالتلاحم والثقة العميقة المتبادلة، إنها علاقة فريدة من نوعها بين شعب أبىٍّ عظيم، وجيش يمثل نموذجًا للمؤسسة الوطنية، التى تدرك مهمتها، وتؤديها على الوجه الأكمل ولا تحيد عنها.
وفى عام 2023 التى واكبت الذكرى الـ71 لثورة 23 يوليو أكد الرئيس السيسي، أن ثورة يوليو أسست الجمهورية الأولى منذ سبعين عاما، ومضت فى طريقها، تبنى مصر جديدة فى زمنها، ويعلو شأنها شرقا وغربا؛ لتصبح مصدر إلهام للتحرر الوطنى، فى جميع أنحاء العالم، كما قطعت شوطا مهما، لتمكين قطاعات كبيرة، من أبناء شعبنا من الفلاحين والعمال، وإعطائهم مكانا يليق بهم، طــال انتظـارهـم واشتياقهم له، حققت الثورة إنجازات عظيمة فى كثير من الأحيان وتعثرت مسيرتها فى أوقات أخرى.
وبعد سبعين عاما على تأسيس الجمهورية، ومع تغير طبيعة الزمن وتحدياته، واجتياز الوطن لأحداث تاريخية كبرى، هددت وجود الدولة ذاته ومقدرات شعب مصر كان لزاما أن نفكر بجدية فى المستقبل، وفى الجمهورية الجديدة، التى تمثل التطور التاريخىلمسيرتنا الوطنية كأمة عظيمة، آن لها أن تستعيد مكانتها المستحقة بين الأمم.
مضيفا أن أسس وقيم الجمهورية الجديدة تبنى على سابقتها، ولا تهدمها، تضيف إليها، ولا تنتقص منها، تقوم على أولوية الحفاظ على الوطن وحمايته، وسط واقع دولى وإقليمى، يتزايد تعقيده واضطرابه على نحو غير مسبوق، ووحدة الجبهة الداخلية، بالنظر إلى تغير طبيعة التهديدات، التى أصبح جزء كبير منها يستهدف الداخل حصرا.. إن الجمهورية الجديدة هى نتاج لمرحلة غير مسبوقة فى تاريخ مصر، من الصعاب والتحديات، أدرك المصريون خلالها وتأكدوا بعين اليقين أن الوطن، الآمن المستقر يعلو ولا يُعلى عليه.
وفى الذكرى الـ72 لثورة يوليو وتحديدا عام 2024 قال الرئيس السيسي: لقد تعلمنا من دروس ثورة يوليو وتجربتها عدم التفريط أبدًا فى الاستقلال الوطني، وصون كرامة الوطن ومواطنيه، وبذل أقصى الجهد تحت جميع الظروف؛ لتعزيز العدالة الاجتماعية، وحماية الفئات الأكثر احتياجًا.
كما رسخت ثورة يوليو المجيدة دور مصر الفاعل، فى محيطها العربى والإفريقى وإسهامها الكبير، فى الدفاع عن حقوق ومصالح دول الجنوب فى جميع قارات العالم، وهو ما حافظت عليه مصر من خلال دور نشط وقيادى فى المحافل الدولية المختلفة.
وتواكبت مصر مع تغيرات الزمن فانفتحت على العالم، وجاهدت لتحسين قدراتها الاقتصادية والاستثمارية، والعمرانية والصناعية، واندمجت فى منظومة التجارة العالمية، مع التركيز الدائم على حماية الاقتصاد الوطنى بقدر المستطاع من تقلبات الاقتصاد العالمى وصدماته، والعمل من خلال منظومات متكاملة وفاعلة على توفير الحماية الاجتماعية اللازمة.
كما حافظت مصر على أرضها وسيادتها واستقلالها، وأرست سلامًا قائمًا على العدل واسترداد الأرض، مع التمسك الراسخ والثابت بحقوق أشقائها ومصالحهم، وخاصة الأشقاء الفلسطينيين، وحماية قضيتهم العادلة من التصفية، والعمل المكثف لمساندة حقهم المشروع فى الدولة المستقلة ذات السيادة.