نحن هنا وكل شىء هناك؟!.. تتهاوى أشياء وتقرع أخرى ولا يولد جديد.. عجب لا جديد؟!.. الجديد من رحم القديم حتى أنت قديم!.. جديدك مكابدة وعند وصمود!.. تقطع كل المسافات فى رحلة الظلم.. تتناول الأيام تعذيبك وأنت تقول لنفسك سيأتى يوما جديد.. وما هو سوى زيادة فى الاشتعال والألم.. طريق عليك قطعه.. لا ينتهى بين يوم وليلة.. ومتى تظن أن الأمل انقطع عنك بعدما تهزم كل مقاوماتك.. تستسلم مرغما وقد تعاود مرغما.. وقد ينتهى بك الأمر بأشكال مجهولة منتظرا الخلاص على أى شكل؟!.
تردد لو يتوقف الزمن؟!.. نظرة عطف أو مرور بهدوء.. تتفاعل ولا تتآلف؟!.. حاملا أثقالا فى فوضوية مهزومة؟!.. ينهار كل شىء ولا يزول كل شىء!.. نهادن ونناور ونتساءل لما ولما؟ لا رد ولا تفسير؟!.. بأى حق تآكلت الحقوق؟!.. لا مجيب!.. نمضى وننتظر ونسقط ولا نستطيع؟!.. نكف عن اللوم والعتاب ويعتصرنا الألم.. ترفضنا الأيام دون انتهاء.. رغم التهيؤ للنهاية بأمل انقضاء ما نحن عليه.. وما نلبث أن نسأم ذلك التهيؤ!.. هزمنا ولم يعد لدينا ما نخسره.. كل المهالك نحملها عنوة.. قصة درامية ملَّ الناس من سماعها ومن التفكير فى متى وكيف؟!.. رغم الحزن والألم نبحث عن ثبات بغباء قاتل للحياة!.. سارق يدفعنا لأشياء دون فائدة.
عبث نهائي.. نذهب ونجىء غير بارحين أماكننا!.. ثابتون والزمن ما يتحرك.. نجلس ونتمدد على أمل الانعتاق!.. نحيا فى جزر معزولة وحقائق مرة من فرط الجور على الحقوق.
كل يحيا الجريمة المتبادلة رغم السؤال العبثى كيف صرت هكذا؟!.. كيف تحولت للقسوة أو للخنوع؟!.. نفس العناوين بإجبار فوق الاحتمال.. لا أحد يعرف حدوده وكل يجور على غيره!.. دون تأمل أو فهم أو ربما جاء متأخرا.. وإذا ما راجعت نفسك تجدها سُرقت منك بلسان حال لم أجدها وليست بداخلى.. تحيا دون وعى أو إدراك أو انتباه!.. قد يكون ذلك أفضل!.. وقد لا تنال هذه النعم!.. فنحن منْ تتساقط منا الأشياء ونغض الطرف كى نرتاح ولا ننتبه للألم!.
إشكالية العجز فى التواؤم مع الحياة.. عليك أن تحتال وتقبل الاحتيال عليك!.. تقبل بالمرور عليك كل ليلة فى اجتياز ونيل.. تراه وتتوهم أنك لا تراه رغم جثومه فوق صدرك!.. صرت الظل المحارب طوال الوقت.. تدعم نفسك بأنك منْ صنعت معجزة المحارب!.
دون أن تشعر تحمل كل شىء رغما عنك.. ثقيلا شاقا.. تستدعى كل قدراتك المتفرقة دون مدح أو ثناء.. مهموما بالمرور وسط العثرات.. قد تستدعى اللامبالاة كى تدارى هزائمك ونقاط ضعفك.. تأبى الانحناء وتهرب من لحظات توقف تعريك بصفعة الحقيقة.. تتشاغل متعمدا هاربا بالإمعان فى تحركات الآخرين.. لتستمر فى متابعة الحياة.
تبالى ولا تبالى.. تنجح فى حمل أعباء غيرك وأداء دوره ولا تنجح فى أى دور لك!.. تسجل الخطوات رغم مكوثك فى المكان.. حياة تحسب عليك ما كان لك وتسجل ما يصيب غيرك.. عدالة؟!.. نعم فلتنظر كل نفس ما قدمت لنفسها.. تمر الأيام ويقل كل شىء داخلنا وينفد.. ميت وميتون.. تناقص بعد ذروة الاكتمال.. نعرف ونشعر ونصير الأكثر حساسية.. يزداد تمسكنا بالأرض التى نقف عليها بعدما فقدنا كل الأماكن واندثرت من حولنا الأشياء والأشخاص.. من ضجيج لوحدة كلنا ننحدر نحوها رغم رفضنا لها.. لكنها تهاجمنا كلما تقدمنا أكثر وسرنا أكثر.. وبات علينا أن نستوعب أن الاندثار قريب!.
وهكذا كل ما فات من الحياة مجرد عبث.. لا حضن يحتويك ولا أسف عليك.. تريد أن تطمئن ولا تملك ثمن الاطمئنان.. فقد تكبدت كل الأثمان الباهظة هباء.. يداهمك الوقت دائما بأحايين غير مناسبة!.. صبر طويل ومواقف صعبة لا تنتهى رغم صرامة ما تحمله بضرورة الإنجاز!.. لم نختر ولم نحسن ولم نُصِب؟!.. لم نحمل سوى الضجر!.. لم نرضَ بفعل ما نكون عليه!.. كل ما يحركنا كان شرط البقاء فكانت العزائم رغم السوء.
أخطاء تتكرر وعبر منكرة.. ثبات على المبدأ ربما؟!.. تراجع عن الوصول فى مدارات الطموح.. فكان التيه وكان الكثير من الصدمة!.. ربما تساوى الأمل والاستسلام.. الكذب والحقيقة دون جدوى!.. كل شىء صار يؤلمنا وصرنا الفاشلين فى التحايل والتلاعب!.. نعانى ولا نتحمل!.. خلل حملنا به وحملناه كرها.. رغم هروبنا من الحقيقة.. لكننا نعلم حقائقنا وأننا لم نعطَ على قدرنا.. شغلنا بغيرنا فضعنا فى طرق الآخرين بوهم التجاوز والسلامة.
ولا أعلم إن كان الاجتهاد هو ما أتعبنا أم الجهاد فى صد الضربات والصبر على المكائد من وجع التحمل وطلب الخلاص.. فى وقت تنعدم فيه الحلول رغم بقائنا على قيد الحياة.. ننتظر وننتظر ما لا يأتى!.. نشحذ أنفسنا بالمقاومة فقط!.. إما شفاء وإما خلاصا.. أى أخير يلتهمنا؟!.. مخرج ومصير يحتفظ القدر بشكله ولونه!.
إلى حين لقاء.. معارك ضارية نجهل نهايتها بلسان حال متى نطلّق ما نكره بالثلاث؟!.. متى نصحح مسارا انعطف بنا رغما عنا؟!.. أيها القدر لا تلومنى ولبِّ حاجتى.. عتقا من ألم اختلط به بعضى ببعضى.. تعبت بغير انتهاء فى مزج بين كرب ووهن.. بوهم وظن أنى أصنع بطولة.. يا ألمى ارحل عن كاهلى.. يا كل ما أثقلنى أنا لك راجية.. باكية معتذرة.. كل اعتذار يثنيك عنى.. خذ ما تشاء منى نصيبا وحقا بالالتصاق ورضيت بالبقية الباقية.. جرم وسذاجة وبلاهة وبراءة!.. لما تصر على مرضى؟!.. على ظلمى؟!.. أيها الألم أعرف أنك عشقت خطواتى.. وما عاد يزعجك أنين خطوى.. ولا شكواى التى ما كانت غير لرب العباد.. وهل للثبات ثمن من الألم.. كل شىء زال عنى إلا حقيقة وجودك.. أسرفت الحديث وأسرفت الكاهل المضنى وأسرفت كل شىء دون رحيل!.. ارحل ولا تلومنى فإنى فى فهمك حاجتى متمنية!. متى يجتمع النصاب لديك وترحل؟!.
وهل حان الوقت لتألق؟!.. لا أدرى؟! متى؟!.. لكنك تعلم كيف ترحل مع رحيل الظلم.. ألا يحلو لك غيرى تسكنه؟!.. عشق؟!.. كيف؟!.. وهل للعيش فرض بملازمة الظلم؟!. أم صار هو العيش نفسه؟! أين الرغد والسكينة؟!.. أليس لى نصيب منها أم النصيب مؤجل؟!.. طاردتنى ونلت منى وكنت الغافل أنك لا محالة منى متمكن؟!.. عليك نصيب تحمل.. باطل وخداع وخيانة!.. صرخت لا أتحمل!.. لا حضن لك يحميك ولا مصير غير الحمل لحين الهبوط الأمثل.. كيف؟!.. لا أقدر!.. من الغباء أن تقدرى فالوهن ثمن الحياة لما هو قادم!.. موجوعة.. كفاك شكوى فالظفر للكتوم!.. صعب لا أطيق.. لا نصر لك إذن!.. زيدى فى حمل الأشياء ولا تطلبى المدد تقبلى.. اضحكى.. اقبلى.. احلمى ولا تثورى ولا تتعجلى.. فارقى الهزل حتى الجدل ماعاد يقبل!.
يا أنتِ أحسنى معاشرة الألم.. توهمى زيف السعادة بالحكمة.. اقوى بضعفك.. احضنى حملك.. تعلمى حكمة الأيام!.. لا شىء يبقى على حاله وانتظرى المفاجأة!.. أيتها المفاجأة اعلمى رجائى حتى تمرى علىّ.. فلتأتِ فقد أنهكنى الحمل وضاعف الألم مرارة الصبر.. التحمل أمر جلل!.. ما عادت البطولة تليق بى!. سافر وعاود فى أيام قادمة.. لغير يلهيك عنى.. فأنا وسط كل شىء أحلم بمشجب نهاية.. تناقص الوقت أم ما زال طويلا؟!.. لا علم لدىّ؟!.
صبر واحتساب رغم الكراهة.. أعترضك وما زال أين الانتقام؟!.. هو طريق الطغاة حتى ولو كان ردا لظالم.. ألا تميز بين الطيب والشرير.. قد أكون ولكن أعجز عن تلويث يدى.. حتى لمن طغى وبغى؟!.. يدى نظيفة.. بل سلبية؟!.. أعلم أن البشر تبخل على بعضها بالإنصاف.. ألا أودع الهموم؟!.. أكبر خدعة أن أحدا سيودع الهموم.. بطل أنا؟!.. لست البطل فى حمل أثقال الهموم؟!.. لا وزن لك!.. فالأوزان تأتى متى تشاء وترحل متى تشاء !.. الهموم بطل كل الحكايات وهى منْ تملك زمام الأمور.. وهى منْ تطلق سراحك.. تستقوى عليك وتطالبك بالقوة دون البديل.. ارفع راحتك من فوق كاهلى.. دعنى أودعك وأنشد لك قصيدة الوفاء دون الخلود بدوام وجودك.
دعنى كي أبدو جميلة.. فحملك حفر تجاعيدى.. دموعى تتابعنى وأنت الشاهد على اشتياق راحة.. انصفنى مع رحيل خسرت معه الكثير.. امضِ وأنت الكاسب واترك لى الباقى الضعيف.. عجزت فى مدّ يدى بالقسوة.. فما العيب أن يأتى القانون مكانك.. يتأخر ويتبدل وتتوه الحقوق!.. يكفى الاعتراف.. قصتك بدون عنوان.. نصر الله هو العنوان.. يا واهم كيف للنصر دون حراك.. تقصد مسارات الصبر؟!.. ما بك حق أم حسن ظن؟!.. حسن ظن بالله.. فرصتك المقابلة واستلال سلاح فى ظلام تأتيه بغتة وتفر قبل الفواق!.. وما النصر فى الظلام؟!.. ألا أنتظر انبلاج فجر الحق؟!.. ضعيفة تنتظرين!.. أحمالى دليل قوتى.. لن أغدر حتى بأحمالى.. هل تملكين عين حماية أم الخوف عينك؟!.. ما عاد الخوف يعنينى؟!.. أريد الخلاص بحق دون خط مساومة لانتقاص!.
ماذا تحملين؟!.. صرخة ندم على ما قدمت يداك؟!.. لا تكفى تكلفة لتعبرى!.. أليست كل خطئى؟!.. لم تتوبى بعد بل تحملين ضعف الندم!.. وما الندم سوى إقرار واعتراف؟!.. المارون أقوياء لا يطيعون خوفا ولا يملكون ندما على ما فات !.. ما زلت المقيد المكبل!.. ماذا يكسر قيودى إذن؟!. أما زال الجرح غائرا والألم موجودا؟!.. نعم.. لا انتصار لمجروح.. ولمن النصر إذن؟!.. اترك حاجتك وتحمل وفوّض وارتقِ وسر لعنفوان القادر.. ناجيته وهو عنى غير غافل.. تراوغين؟!.. مظلومة والحزن يعتصر.. كيف ومتى وأين تذهبين؟!.. للواحد القهار.. سلاحك صبرك وألمك من ندمك.. كان كل خطئي.. ألم يحن موعد مكافأتى؟!.. ارحمى قلبك وعقلك.. النصر بيد الله يكتبه حيث يشاء ووقت ما يشاء وكيفما يشاء.. ألم يقسم بعزته وجلاله بنصر المظلوم.. وعد الحق لمن حمل الصبر الجميل.. احمله وارقبنى وسترى؟!.. أتحملينه كرها؟!.. أيحمل أحد ثقلا بغير كره؟!.. والقدر أليس خيره وشره؟!.. نعم.. أتعلمين ما الخير وما الشر؟!.. من سعادته خير وعكسه شر.. تتحدثين عن الظاهر وباطن كل شىء خير للمؤمن.. أيقنت وأدركت.. لك موعد ولكل موعده.. هل سأنال من الحياة؟!.. لا يظلم الله عبدا مثقال ذرة.. أريد النجاة.. نجوت دون أن تشعرى.. كيف والأحمال ترهقنى؟!.. حمل الحق ثقيل فى الميزان.. رضيت بجزاء ووفاء الصابرين.. أفمازلت تتململين؟!.. حظيت بنعم الرضا وأرجو الفوز بالنصر المبين وما ربى بظلام للعبيد.