أكد الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، مظاهرات 30 يونيو بدأت حوالى الساعة الثانية والنصف ظهرًا، فى مشهد غير مسبوق، موضحًا أنه شارك فى اجتماع حاشد بنقابة المحامين، ثم بنقابة الصحفيين، قبل أن تنطلق مظاهرة ضخمة من نادى القضاة إلى ميدان التحرير، مرورًا بشارع رمسيس الذى شهد وحده حشدًا لا يقل عن 150 ألف مصرى ومصرية، جميعهم يرفعون أعلام مصر.
وأوضح بكرى في حوار خاص لمجلة المصور بمناسبة الذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو ينشر لاحقا، أن الجماعة الإرهابية رفضت الاستجابة لهذا الحراك، وفى 2 يوليو، قدّم مرسى خطابًا سجله فى الحرس الجمهورى وكرر فيه كلمة "الشرعية" 64 مرة، ثم عرض على الفريق أول عبدالفتاح السيسى تولى رئاسة الوزراء، وهو ما قوبل بالرفض.
وأضاف: "فى 3 يوليو، أرسل الرئيس السيسى كلًا من أحمد فهمى والدكتور سليم العوا إلى مرسى لحثه على الاستجابة للمطالب، لكنه ظل يرفض ويعاند، فعاد المبعوثان إلى اللواء عباس كامل، وفى تلك اللحظة تأكدنا أن الجيش المصرى لن يترك الشعب، وكنّا على يقين أن القائد العام لن يتراجع عن إرادة المصريين، وبالفعل خرج السيسى فى التاسعة والنصف مساءً ليعلن انحياز الجيش للشعب، وظل المصريون يهتفون حتى صباح اليوم التالى".
وعن اختيار المستشار عدلى منصور لرئاسة المرحلة الانتقالية، كشف بكرى أن السيسى رفض أن يقود البلاد بنفسه، وفضّل ترشيح رئيس المحكمة الدستورية، تنفيذًا لخارطة المستقبل، مضيفا أنه حذّر من إجراء الانتخابات التشريعية قبل الرئاسية، نظرًا لما قد تسببه من خلافات، ورفع الأمر للواء محمود حجازى، رئيس المخابرات الحربية آنذاك، والأمن الوطنى، حتى تم التوافق داخل لجنة الدستور على تقديم الانتخابات الرئاسية.
وعن ترشح السيسى للرئاسة، قال بكرى: "فى 21 أكتوبر 2013 قابلت السيسى وسألته: هل تنوى الترشح للرئاسة؟ فقال: الترشح تحدٍّ كبير، الشعب لن يحصل إلا على 10% من احتياجاته، ومؤسسات الدولة متآكلة، والقيم تراجعت.. من يستطيع تحمّل هذا؟".
وأضاف أن السيسى قدّم لاحقًا تقدير موقف استراتيجى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة استمر ثلاث ساعات ونصف، أوضح فيه أسباب عدم ترشحه، لكن الفريق صدقى صبحى والفريق عبدالمنعم التراس أصرّا على أن البلد بحاجة إليه.
واختتم بكرى بالقول: "فى 26 مارس 2014 خرج السيسى بزيّه العسكرى معلنًا ترشحه، واضعًا خارطة واضحة للدولة تتحدث عن الأمن والاستقرار، والإصلاح الاقتصادى، والمشروعات القومية، والعقد الاجتماعى بين الحاكم والمحكوم.. وكلها تحققت على أرض الواقع".