رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الطفلة مريم.. ضحكة مفقودة على شواطئ تونس

1-7-2025 | 14:44

الطفلة مريم

طباعة
محمود حربي

في يوم صيفي مشمس، كانت الأسرة التونسية العائدة لتوها من فرنسا، تستمتع بعطلتها على شواطئ مدينة قليبية شمال تونس، وبرفقتهم طفلتهم مريم ذات الـ3 سنوات.

كانت مريم تجلس على عوامتها المطاطية قرب والديها، وتضحك بصوت خفيف كأنها تهمس للبحر بأغنية طفولية لا يتقنها أحد غيرها، بينما الأم حرصت على ربط طفلتها في العوامة بحبل تمسكه بيدها، حتى تحميها وتظل أمام عينيها، لكن الهواء تغير، والأمواج ارتفعت فجأة، والحبل انفلت من بين يدي الأم في لحظة غفلة.. لتبدأ المأساة.

رحلة البحث عن مريم

استفاقت الأم من غفلتها سريعا لتجد الأمواج سحبت ابنتها بعيدًا، في دقائق معدودة اختفت مريم وعوامتها عن الأنظار، في مشهد لا يشبه إلا الكوابيس.

سارع الأب للبحث عن طفلته، 40 دقيقة وهو يصارع الأمواج واليأس حتى كاد أن تزهق روحه، بيد أن شقيقه تدخل وأنقذه قبل أن يلقى حتفه، لتبدأ عمليات البحث المكثف من قبل رجال الإنقاذ المحترفين.

البحث عن الطفلة مريم

قليبية، أحد أخطر شواطئ تونس، تحول إلى ساحة طوارئ.. 40 غواصا ماهرًا اندفعوا في اتجاهات مختلفة بحثا عن طفلة العوامة، في حين كانت مروحية هيلكوبتر ترصد وتراقب من أعلى.

لعلها على قيد الحياة، لعل الأمواج أوصلتها إلى شاطئ آخر.. ثلاثة  أيام من البحث والدعاء والرجاء، قبل أن يعود الغواصون إلى الأسرة بالخبر اليقين.

مريم وعوامتها 

وعلى جانب آخر من البحر، كانت تسبح مريم وروحها وعوامتها، ثلاثتهم مجتمعين، تتقاذفهم الأمواج هنا وهناك.. طفلة الـ3 سنوات وسط بحر متلاطم، تبكي حتى انقطع صوتها من البكاء، ثم عادت تفتح عينيها مرة ثانية لعلها تبصر أحد والديها، لتأتيها موجات عاتية تبعد عنها عوامتها وتتركها اثنتين -هي وروحها- قبل أن تفارقها الثانية وتغوص هي في ظلمات بعضها فوق بعض.  

الخبر اليقين

بعد ثلاثة أيام، قبالة سواحل مدينة بني خيار على بعد 25 كيلومترًا من مكان اختفائها، اهتدى الغواصون إلى جثة الصغيرة وانتشلوها.. كانت هي مريم، لكن أين غابت ضحكتها؟ أين اختفى صوتها؟

تسلمت أسرة مريم، جثمان ابنتهم، ليختتموا عطلتهم الصيفية في تونس، ويعودوا محملين بالحزن وألم الفقد ومحتفظين بكابوس يزعج أحلامهم بين حين وحين ليظل يوم السبت 28 يونيو ذكرى محفورة في قلوب الأسرة التونسية كغصة أبد الدهر.

الاكثر قراءة