وجه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، تحذيرًا شديد اللهجة إلى الدول الأوروبية، معتبرًا أن تفعيل آلية الزناد سيكون بمثابة خطأ استراتيجي جسيم يقوّض دورها بالكامل في الملف النووي الإيراني، داعيًا الأوروبيين إلى الامتناع عن أي خطوات قد تهدد فرص الحل السياسي وتعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
وفيما يخص العلاقات مع الولايات المتحدة، أكد الوزير أنه لا توجد في الوقت الراهن أي خطط لاستئناف المفاوضات مع واشنطن، مشيرًا إلى أن طهران كانت قد أعدت مقترحًا متوازنًا يشمل استمرار التخصيب داخل البلاد، ورفع العقوبات، والتعهد بعدم السعي لامتلاك سلاح نووي، غير أن اندلاع الحرب حال دون تقديمه وأفشل المسار الدبلوماسي.
وعلى الصعيد الأمني، أشار إلى أن المواقع النووية الإيرانية تعرّضت لأضرار كبيرة خلال الأيام الـ12 الأولى من الحرب، مؤكدًا أن إيران ليست كسواها من الدول، وأي عدوان إسرائيلي سيُواجَه برد مباشر وحاسم.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية أن طهران ترفض في المرحلة الحالية استقبال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، موضحًا أن الظروف الحالية لا تسمح بأي تحركات خارج إطار السيادة الوطنية والمصلحة العليا لإيران.
وختم الوزير حديثه بالتأكيد على أن القيادة الإيرانية تجري مداولات داخلية عميقة لتحديد المسار الذي يحقق مصالح الشعب الإيراني، في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، وضرورة اتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة.