رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

لغـــز يورانيـــوم إيــران !


26-6-2025 | 23:19

.

طباعة
بقلـم: عبدالقادر شهيب

بعد الضربة الأمريكية لأهم ثلاثة مواقع نووية إيرانية صار اليورانيوم المخصب فى إيران الذى يمكن منه صناعة القنبلة النووية لغزا كبيرا !.. لا أحد يعرف مصيره، وماذا حدث له، وهل نجحت إيران فى إنقاذه بنقله من هذه المواقع وإخفائه فى أماكن سرية جديدة، أم أن طائرات الشبح الأمريكية دفنته فى أعماق الأرض، فلا أحد يعرف مصير هذا اليورانيوم المخصب .. ولا الوكالة الدولية للطاقة الذرية التى تراقب أحوال العالم النووية، وقالت قبل بدء العدوان الإسرائيلى على إيران بأيام إنها تخفى أسرار برنامجها النووى، ولا أمريكا التى تملك أقمارا صناعية ترصد كل شاردة وواردة فى العالم هى ومخابراتها المركزية، ولا أيضا إسرائيل التى تبين أنها نجحت فى اختراق إيران أمنيا بشبكات من الجواسيس تتساقط واحدة تلو الأخرى الآن كما تقول السلطات الإيرانية.

ولعل هذا ما دفع بعض أصحاب التحليلات السياسية بل والعسكرية للاعتقاد بأن الضربة العسكرية الأمريكية لثلاثة مواقع نووية إيرانية ضربة سياسية أو بالأصح استعراضية تمنح ترامب القدرة على القول بأنه فعل ما لم يقدر عليه كل من سبقوه من رؤساء أمريكا ومنع إيران من امتلاك سلاح نووى، وهو تدمير البرنامج النووى الإيرانى .. ويستند هؤلاء إلى عدم تسجيل تسرب إشعاعى زائد أو مُلفت للانتباه فى إيران والمنطقة كما كان متوقعا فى حال استهداف اليورانيوم الإيرانى المخصب .. كما يستند هؤلاء أيضا إلى هدوء رد الفعل الإيرانى بعد تلقى الضربة الأمريكية .. فرغم إغلاق باب الدبلوماسية والمفاوضات كما قال وزير الخارجية الإيرانى ..ورغم التهديد بغلق مضيق هرمز وإعلان القواعد الأمريكية فى المنطقة أهدافا مشروعة لإيران، إلا أن رد فعل إيران مازال يتسم بالهدوء، ويعتقد البعض أن سبب ذلك أنها استطاعت حماية اليورانيوم المخصب لديها وإنقاذه بالدفن فى أعماق الأرض على بعد ثمانين مترا تحت الأرض، بل إن هناك من يقول إن أمريكا طمأنت إيران قبل أن تضربها بأن ضرباتها لن تكون موجعة، ولذلك دعا الأمريكان الإيرانيين إلى العودة لمائدة التفاوض لصنع السلام .. وإن كان ذلك يتناقض مع ما قاله ترامب بعد الضربة التى وصفها بالناجحة جدا حول تغيير النظام الإيرانى لتعود إيران عظيمة، رغم أنه تعهد لناخبيه بإعادة عظمة أمريكا وحدها خلال الحملة الانتخابية!.

وهكذا فى غياب المعلومات المؤكدة والموثوق منها وفيها، ومع وجود تناقض مقصود فى تصريحات وكلام ترامب والمسئولين الأمريكيين، يزداد لغز اليورانيوم الإيرانى الذى أنفقت سنوات فى تخصيبه . . ويضاعف هذا اللغز أن هناك من يعتقد أن ما حدث لإيران هذا الشهر من عدوان إسرائيلى شاركت فيه أمريكا مؤخرا أقنعها أو سيقنعها بالتحول فى برنامجها النووى لتمتلك السلاح النووى الذى سيحميها من المخاطر والتهديدات والاعتداءات المسلحة، أو ما يطلق عليه البعض نموذج كوريا الشمالية الذى لم تفكر أمريكا فى العدوان عليها، سواء فى عهد ترامب أو غيره من الرؤساء الأمريكيين، وبما أن إسرائيل اخترقت إيران أمنيا بالجواسيس الإسرائيليين وتحت مراقبة عيون المخابرات الأمريكية، فقد يرجح ذلك استنتاجا بأن الجميع يعلم مصير اليورانيوم الإيرانى المخصب، ولكن من مصلحته عدم المجاهرة بذلك علنا .. إيران لا تريد أن تمنح أمريكا سببا علنيا لتكرار توجيه ضربات عسكرية لها ولذلك تسكت على ما تقوله واشنطن حول نجاح الضربة الأمريكية .. وإسرائيل تبغى عدم إطالة الحرب لما تتعرض له لأول مرة فى تاريخها من تدمير وتهجير عكسى منذ إنشائها، كما يبغى رئيس حكومتها ترويج أنه حقق الانتصار وأزال ما تتعرض له إسرائيل من خطر إيرانى.. وأمريكا تريد إدارتها الترويج بأنها ناجحة فى الحرب بعد أن تعثرت في تحقيق السلام، وأنها أزالت الخطر الإيرانى الذى أخفق من سبقها من رؤساء فى التخلص منه، على كل حال .. الأغلب أيضا أن مصير اليورانيوم الإيرانى المخصب لن يبقى سرا للأبد .. فلابد وأن ينكشف هذا السر مستقبلا مهما حاول الأمريكيون والإسرائيليون والإيرانيون إخفاءه .. فهو سر لا يصلح للاحتفاظ به طويلا، خاصة أن هناك أجهزة مخابرات روسية وصينية تراقب وتتابع وربما تجد فى يوم ما أن من مصلحتها كشف اللثام عن هذا السر لإحراج أمريكا وإسرائيل أو فى إطار لعبة الشطرنج التى تخوضها أجهزة المخابرات مع بعضها البعض.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة