في اليوم الثامن من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، واصلت طهران تدمير أهدافٍ استراتيجية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط فشلٍ مدوٍّ من قبل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، وذلك ضمن عملية "الوعد الصادق 3" التي تأتي ردًا على عدوان إسرائيلي يستهدف أراضيها.
صاروخ لم يُعترَض
وشنّت طهران، اليوم الجمعة، هجومًا صاروخيًا استهدف مركز "جاف يام نيغيف" التكنولوجي في مدينة بئر السبع، حسب وسائل إعلام إيرانية، التي أشارت إلى أن المركز المستهدف يضم مؤسسات عسكرية وسيبرانية نشطة.
في المقابل، نقل إعلام عبري عن مصادر محلية، أن الصاروخ أصاب مرآبًا للسيارات داخل منطقة سكنية، ما تسبب بحدوث حفرة واشتعال النيران في عدد من المركبات.
وقال إعلام عبري إن طهران أطلقت صاروخًا واحدًا، ولم يتم اعتراضه.
وسقط صاروخ إيراني على بئر السبع جنوب إسرائيل، ولم يتم اعتراضه، ما دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى فتح تحقيق في هذا الأمر، كما أورد إعلام عبري.
وقبل ذلك، كانت صافرات الإنذار تدوي في جنوب إسرائيل، وخاصة في بئر السبع ومحيطها.
وزعمت القناة الـ12 الإسرائيلية أن الصاروخ الإيراني الذي أُطلق على بئر السبع حمل رأسًا متفجرًا وزنه أكثر من 300 كيلوجرام، حسب ما أوردته عن مصدر.
وفي غضون ذلك، اعترف جيش الاحتلال بأن الصاروخ الإيراني سقط مباشرة في بئر السبع ولم يتم اعتراضه، وكشف أن الفرق المعنية انتقلت إلى موقع في بئر السبع أصابه صاروخ إيراني.
ومن جهتها، أفادت شرطة بئر السبع أن الصاروخ الإيراني الذي استهدف المدينة تسبب في إصابة سبعة أشخاص وأضرار جسيمة بشقق سكنية وسيارات، مبيّنة أن فرق الإنقاذ أجلت جميع السكان الذين حوصروا داخل مبنى تضرر جراء القصف.

يأتي ذلك بينما نقلت القناة الـ12 عن الإسعاف الإسرائيلي أن سبعة إسرائيليين أصيبوا بجروح، بينما أصيب 30 آخرون بالهلع إثر سقوط صاروخ إيراني.
كذلك، ذكر مستشفى "سوروكا" في بئر السبع أن سبعة مصابين أُدخلوا المستشفى نتيجة التعثر، خلال الهروب من الصاروخ الإيراني، الذي استهدف المنطقة في وقت سابق اليوم.
وفي خضم ذلك، أكد المرشد الإيراني، علي خامنئي، أن إسرائيل تُعاقب في هذه اللحظة، في إشارة إلى هذا الهجوم الصاروخي، حيث قال: "إن العدو الصهيوني يُعاقَب في هذه اللحظة".
وتأتي تلك التطورات بعد أن أُصيب 271 إسرائيليًا، بينهم 4 بجروح خطيرة، في الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل صباح الخميس، والذي خلّف دمارًا واسعًا في الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

قصفنا هدفًا استراتيجيًا
من جانبه، أكد الحرس الثوري الإيراني أن الصاروخ الإيراني الذي سقط في بئر السبع صباح اليوم استهدف مقرًا يعمل في المجال السيبراني ويتعاون مع الجيش الإسرائيلي.
وأوضح الحرس الثوري أن الهجوم جاء كون المقر "جزءًا من منظومة دعم العدوان، وليس مجرد كيان مدني، ويشمل المجال السيبراني"، حسب قوله.
وأوضح أن الهجوم طال "مساكن أشخاص يعملون في مجالي التجسس والذكاء الاصطناعي، من الذين يعملون بتعاون مباشر مع الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية".
فيما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الهجوم الصاروخي الباليستي من إيران استهدف منطقة CyberSpark في بئر السبع جنوب إسرائيل، وأن المبنى المدمر الذي يظهر في الصور هو مبنى (Gav-Yam 4)، وهو جزء من منطقة "الحديقة السيبرانية".
ويقدم هذا المبنى لجيش الاحتلال الإسرائيلي خدمات أمنية متقدمة في مجال الأمن السيبراني، وهو على الأرجح من مساكن العاملين في مجمع الأمن السيبراني في بئر السبع، وقد يكون يضم موظفين من شركات مثل مايكروسوفت، IBM، وغيرها، أو ضباطًا تقنيين في وحدات الجيش المرتبطة بالمجمّع، حسب وسائل الإعلام الإيرانية.
ومنذ فجر الـ13 من يونيو 2025، تشنّ إسرائيل عدوانًا على إيران بهدف تدمير المنشآت النووية الإيرانية كهدف معلن، وإسقاط النظام الإيراني كهدف ألمحت إليه، في عملية حملت اسم "الأسد الصاعد"، اغتالت ضمنها علماء نوويين وقادة عسكريين كبارًا.
كان الهجوم الإسرائيلي على إيران متوقعًا منذ بداية العام الحالي، غير أن واشنطن حالت دون تنفيذه، في مسعى لإعطاء المسار الدبلوماسي فرصة قد تفضي إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وردًا على العدوان الذي طال أراضيها، أطلقت طهران، مساء اليوم ذاته، عملية "الوعد الصادق 3"، التي تهاجم فيها أهدافًا استراتيجية في إسرائيل بعشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة، مُلحقة بها خسائر فادحة، يكتنفها تعتيم من قبل السلطات الإسرائيلية.
وأكدت طهران أن توقف هجماتها مرهون بوقف إسرائيل عدوانها على الأراضي الإيرانية، مشددة على أن ردها مشروع وفقًا للقانون الدولي.
ويمثل الصراع الحالي أكبر تصعيد بين إسرائيل وإيران، اللتين يجمعهما عداء طويل منذ عقود، حيث يُعدّ انتقالًا من حرب الظل التي استمرت بينهما سنوات إلى صراع عسكري مفتوح.