تحل اليوم الثلاثاء الذكرى السنوية لميلاد الفنانة الراحلة كوثر رمزي، التي ولدت في مثل هذا اليوم عام 1931، ورحلت عام 2018 بعد أن تركت بصمة قوية في السينما والدراما التليفزيونية على مدار أكثر من نصف قرن.
نشأت كوثر رمزي في عائلة فنية، حيث كان والدها ضمن مدربي التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في مصر، ما أسهم في حبّها للفن والنطاق الدرامي منذ طفولتها. التحقت بعالم التمثيل في الخمسينيات، حيث البداية بأدوار صغيرة على الشاشة لكن بأداءٍ صادقٍ وعفويٍّ ضمن لها لاحقاً التواجد ضمن قائمة الأسماء التي يستدعيها المخرجون في الأدوار المساندة التي تتطلب خفَّة ظلٍّ وحضورٍ قويٍّ على الشاشة.
وتعتبر كوثر رمزي نموذجاً للفنانات التي نجحن في خلق شخصية مختلفة ومميزة ضمن الأدوار الثانية التي أتقنت تجسيدها في السينما والدراما على مدار السنوات. فقد تنوّعت أدوارها بين الكوميدي والدرامي، وكان لها تأثيرٌ في جماهيرية العمل دون أن تتصدر الأفيشات، لكنّ إطلالاتها ظّلت عالقة في ذهن الجمهور بسبب عفويّتها في الأداء.
شاركت الراحلة في أكثر من 160 عملاً درامياً ما بين السينما والتليفزيون، حيث كان لها حضورٌ بارزٌ ضمن قائمة واسعةٍ من الأدوار التي تنبع من المجتمع المصري وتخاطب واقعه، مثل فيلم “هارب من الزواج”»، «“نصر الدين الغريب”»، «“سواق الأوتوبيس”»، بالإضافة إلى مشاركتها في الدراما التليفزيونية ضمن مسلسلات مثل “ليالي الحلمية”»، «“سوق الخضار”»، «“اللهيب”.
كما كان لها ظهورٌ في الأدوار الكوميدية التي تتطلب خفَّة ظلٍّ مثل شخصية الخادمة في فيلمات مختلفة، بالإضافة إلى الأدوار الدرامية التي لعبت فيها شخصية الأمّ والزوجة ضمن سياق شعبيٍّ يصل إلى الجمهور في مختلف الأقطار.
رحلت كوثر رمزي في عام 2018 في هدوءٍ داخل منزلها في القاهرة بعمر يناهز 87 عامًا، بعد أن قضت عمرها في الفنّ وعشق التمثيل دون أن تسعى إلى الأضواء أو البطولة، لكنّ تأثيرها على الشاشة كان عميقاً ومهماً في بناء صورة المجتمع المصري في الدراما والسينما.
واليوم، في الذكرى السنوية لميلاد هذه الفنانة القديرة، يستعيد الجمهور والنقاد ذكرياتها وعطاءها الفنيّ التي رسمت البسمة على شفاه الجمهور، وكان لها الأثر في خلق شخصيات مختلفة ضمن أحداثٍ دراميةٍ وكوميديةٍ عاشها المجتمع عبر الشاشة الصغيرة والسينما على مدار أكثر من نصف قرن.