رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

هل نشاهد «صلاح» و«مرموش» وفاطمة سعيد؟ القوة الناعمة المصرية فى حفل افتتاح المتحف الكبير


23-5-2025 | 00:33

.

طباعة
بقلـم: أحمد النبوى

لماذا نبنى متحفاً جديداً؟ وما هى أهميته الآن؟ وهل مشاكلنا الاقتصادية تم حلها حتى نبنى متحفاً كبيراً؟

هذه الأسئلة مجرد نماذج مبسطة بدأت فى الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعى وأتوقع أن تزيد فى الأيام القادمة حتى بعد افتتاح المتحف المصرى الكبير ؛ورغم أنها أسئلة مشروعة وإن كان من يطرحها فى ذلك الوقت فهو لا يحمل أى نيات طيبة لمصر أو للشعب المصرى كما يدعى .

وهنا لا أهاجم تلك اللجان التى نعرفها جميعاً ونعرف أهدافها ولا أدافع عن الحكومة ولكنى أحاول أن أجيب للمواطن المصرى البسيط قبل أن ينخدع بعضهم بمثل هذه الحملات .

 

فكرة المشروع قديمة وهدفها حماية الآثار المصرية، والتساؤل الذى يجب أن يطرح نفسه لماذا حملات الهجوم الآن وليس فى السنوات التسع الماضية منذ اهتم الرئيس السيسي عام 2016 بإنشاء المتحف؟ الإجابة واضحة لأن مشهد افتتاح المتحف المصرى الكبير سيكون حدثاً دولياً سوف يتابعه العالم ولِمَ لا؟، فالحضارة المصرية القديمة عمرها أكثر من سبعة آلاف عام ومازالت مستمرة؛ قد يكون بعضنا غير مهتم بالآثار لتوافرها فى مصر بكثرة فلا نعرف أهميتها كما ينظر لها العالم ولا نقدر قيمتها ولكن الآخر يقدرها، وهنا علينا أن نقول إن موعد الافتتاح فى الثالث من يوليو له دلالة واضحة عندما استطاع الشعب المصرى إعادة الوطن وإسقاط مخطط تفكيك المنطقة ككل والذى مازال مستمراً حتى يومنا فى العديد من الدول بالمنطقة ؛ الثالث من يوليو ذكرى مؤلمة للبعض كما نعرف جميعاً ليس للجماعة الإرهابية فقط ولكن لكل من كان خلفها ومازال يضغط على مصر بأشكال مختلفة سواء كان اقتصادياً أو بحروب الشائعات وغيرها ولكى يتم تخليد ذكرى الثالث من يوليو مرة أخرى فى كتاب تاريخ مصر وعالمياً يأتى موعد افتتاح أكبر متحف في العالم للآثار أحد أهم وأعظم إنجازات مصر فى الجمهورية الجديدة، فلك أن تتخيل عزيزى المواطن أن المتحف يضم قاعات بعضها أكبر من بعض المتاحف العالمية.

الثالث من يوليو تحدٍّ جديد للشعب المصرى ليصل صوته للعالم نحن أحفاد المصريين القدماء وما زلنا قادرين على إبهار العالم كما فعل أجدادنا فالمتوقع أن يشهد حفل الافتتاح عدد كبير من الرؤساء والملوك والأمراء من جميع دول العالم ولِمَ لا؟، والرئيس السيسي يحرص فى كل جولاته الخارجية أو لقاءاته أن يقدم الدعوة للمشاركة فى ذلك الحدث العالمى الكبير رغم كل التحديات فأنا كمواطن عندى قناعة كاملة فى قدرة مصر على تنظيم هذا الحدث العالمى وهنا أقصد تحديات هذا التجمع الكبير فى محافظتى القاهرة والجيزة ؛ نعم مصر نجحت فى تنظيم مؤتمرات عالمية على مدار السنوات الماضية لكن كانت فى العاصمة الإدارية الجديدة أو فى شرم الشيخ مثل مؤتمر المناخ وغيرها ولكن حدث افتتاح المتحف هو تحدٍّ جديد للشعب المصرى بأكمله كما قلت لأنه العامل الأساسى فى نجاح مشهد الافتتاح كما كان فى الثالث من يوليو عام 2013 ، تحدٍّ يثبت للعالم أن مصر دولة الأمان رغم أنها تقع فى قلب منطقة ملتهبة ومشتعلة من كل الاتجاهات سواء فلسطين المحتلة وحرب الإبادة فى غزة وما يحدث فى السودان وليبيا وسوريا والصومال ورغم كل ذلك يلجأ الأشقاء للإقامة فى مصر كما يحضر السائحون إلى مصر بأعداد أكبر من الماضى والتى بلغت 15.7 مليون سائح العام الماضى.

وهذا دليل على شعور السائحين بالأمان فى مصر ووسط أهل مصر فما بالك عندما يشهد العالم افتتاح المتحف بحضور رؤساء وملوك وأمراء فما هو المردود السياسي والاقتصادى والدعائى على مصر والمواطن المصرى؟

المتحف ليس صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملا فقط ، ولكنه الوجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.

ونحن نبدأ العد التنازلى لافتتاح المتحف الكبير أتذكر مشهد اقتحام المتحف المصرى بالتحرير وسرقة بعض محتوياته يوم 28 يناير 2011 لكى يعلم الجميع أهمية المتحف الجديد بأحدث وسائل التكنولوجيا والأمان فى العالم للحفاظ على الآثار المصرية

وأخيراً أتمنى من كل قلبى التوفيق لمصر ولكل القائمين على هذا الحدث العالمى أن يخرج بالصورة التى تليق بأحفاد المصريين القدماء وأن يكون هناك دور أكبر لهؤلاء الأحفاد فى تقديم إرث الأجداد للعالم بشكل جديد يلبى فكر الآخر وليس من منظور القائمين على الاحتفال وأنا لا أعرف حتى الآن ما هو جدول الاحتفال وغير معلن من سيشارك ولكن كمصرى غيور على بلادى أتمنى أن يكون حدثاً عالمياً تتوافر له كل سبل النجاح، لذا علينا أن نفكر بطريقة ترضى أذواق العالم وليس الذوق المصرى فقط وليس معنى كلامى أن نستخدم مشاهير أجانب ولكن نستخدم أحفاد الفراعنة المتميزين أصحاب الشهرة العالمية أو بمعنى آخر القوة الناعمة المصرية حاليًا عالمياً.

فمثلا العالمى محمد صلاح الذى يعرفه نصف سكان العالم على الأقل يجب أن يكون له دور فى الافتتاح حتى لو بكلمة ترحيب بضيوف مصر وهو الأمر الذى سيجعل محبى صلاح وكرة القدم يتابعون الحدث أو حتى ردود أفعال على السوشيال ميديا وكذا عمر مرموش وأبطال العالم فى الإسكواش بالإضافة إلى السوبرانو العالمية فاطمة سعيد (بنت أبوها لقبها المفضل) وأعتقد أننا جميعاً شاهدنا حفلها فى يناير 23 فى المتحف المصري الكبيرمع بدء التشغيل التجريبى ومدى انبهار الضيوف الأجانب واستمتاعهم بغنائها الأوبرالي بقيادة المايسترو نادر العباسى بالإضافة إلى غنائها لأغنية (مصر هى أمى) ومدى سعادة وبهجة الدبلوماسيين الأجانب وهى ترقص بالعصا فى جزء صغير بالأغنية وحرص الأجانب على توثيق تلك اللحظات من خلال هوياتهم المحمولة .

ولأن الموسيقى لغة العالم يجب أن يكون للموسيقار الكبير عمر خيرت دور فى الاحتفال كذا عازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز بالإضافة إلى ترنيمة إيزيس الخالدة بصوت السوبرانو أميرة سليم باللغة المصرية القديمة.

الاكثر قراءة