رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

أفيون الحياة؟!


10-4-2025 | 11:11

.

طباعة
بقلـم: سحر رشيد

حياة على الحافة رغم المنحدر العميق؟!.. قلق ووجوم وحيرة المكافح؟!.. بأنفاس المتقطع من سوءات الطريق؟!.. يرجو سقيا وزادا ومأوى؟!.. من فرط جدب امتلأ بمعطوب أمزجة الساكنين؟!.. يكتم أسرار النفس ويرفع شعار التسامح بالابتسام الباهت لمكر الماكرين.. دون سؤال أو جواب؟!.. بعشم مقطوع لغيث التسامح أو شفاء لأمراض القلوب؟!.. كيانات مهزومة بتشوهات الطمع.. تجرح وتجرح وبالكاد تمر برجاء المضنى على أعتاب الطريق؟!.. شئنا وأبينا وحملنا من الخطوات الثقيل.. لأمر الحياة رغم حكم الفناء ما زلنا المعاندين للأشياء.. فى استعداد وترقب قضينا أعمار الوهم بزاد الوهم دون طاقة الاحتمال.. فى تقلب الحلم للحلم.. فى صراع المتهالكين على وهم الحياة؟!.. بيد لكذب وهراء الاستجداء نمد؟!.. بسخف الأغبياء وجلد الصبور نحاول؟!.. فهلا منحنا فرصة الحياة؟!.

هى الدنيا التى علينا حكمها حتى ولو صرنا مجانين؟!.. بسؤال دون جواب؟!.. دون هزل من جد أرهق الخيال؟!.. وأعيا الأعناق بأقدار الخير والشر؟!.. دون تذمر.. دون شكوى؟!.. مرض دون طبيب أو وصفة علاج؟!.. حالة مثل كل الحالات تجمع الأسباب دون الأسباب؟!.. وما يهم من معرفتها إذا كانت الغامضة فى عيب الزمان؟!.. فأصله لا يغير الحال لحال.؟!. خذ من الحجج ما تشاء وألقِ بها بعيدا وقريبا؟!.. بسيطة وصعبة؟!.. هربا من يأس وخوف وظن وخيبة.. فما الظاهر بالظاهر وما أغنى ما بالباطن؟!.. من سوء الخفايا نتعلق بالخيال؟!.. ومن لطف القدر نأمل حسن المآل؟!.. ربما كان الوهم سيد المنطق والإلهام؟!.. عذر وأعذار؟!.. كلمة وفعل وخيال؟!.. ترسمه مصاحبا بزحف العليل المتعافى.. فللنفس خواطر بحلم وللقلب هوى.. بعقل يغيب ويعود ليصفع بوجه الحقيقة.. يكتب ويقرأ بمزاجية دون منطق؟!.. فللمرور جواز.. لحظات من اللاشىء أو حياة من اللاشىء؟!.. تكون لينتهى كل شىء؟!.. ربما كانت كل شىء؟!.. وما علينا الحزن على فقد فلم نكن نمتلك شيئا؟!.

مجهول أو مألوف من فرط التصاق من صديق وأليف فى وحدة؟!.. لسعادة أبدية نتوق.. بالغالى والنفيس نضحى؟!.. فى رحلة الضياع والحلم المفقود والمفتاح التائه؟!.. عذر العجز ما يمسح عنا عار الهزيمة.. فنحن المجبرين والمضطرين؟!.. فترى هل صرنا أصحاب الخيال المريض؟!.. الأسرى منْ قيدوا دون إطلاق سراح؟!.

دنيا بلا خيار.. نتعلق بنبوءات قد تتحقق أو لا تتحقق.. بالحال المنصوب نجوب.. شكوك تساورنا فيما نحمل وأخرى تخشى نور الحقيقة وسطوعه؟!.. أو ربما تاهت الحقيقة فصرنا حقائق مشكوكا بها؟!.. بين الأوهام نترنح ونخوض ونسعى بيقين الوهم فصار اليقين؟!.

نراهن على الوهم بالوهم.. فيكمن الإشكال والحل؟!.. خلل كامن بجدلية الحق والباطل والمنطق والهوى؟!.. رحلة الحيرة والألم التى لم يعد منها أحد سالما.. بغمامة يحاول أن يرى النور بقدرات استبصارية مرهقة.. وأجنحة كسرها الزمان عنوة.. فى ترقب لعناق طويل بصفح من عاجل يسابقها بخديعة بديعة لانتصار سهل.. أو إذعان لهزيمة من واقع أقسم أن يقصيها.

حملنا الشعارات واعتنقنا مبادئ لا علاقة لها بقيمة الحقيقة.. خدعنا بالبحث فى سراب الحقيقة وأصابتنا لعنة الغموض.. اشتد بنا الكلف واخترناه بديلا عن الحياة.. نغالط.. نسامر.. نخطئ.. نصيب.. نعاشر الظنون.. نتداوى بقصد رغم الإرغام فى تجاذب.. بحيل ناجعة بجنون التكرار.. نهرب دون انكسار أو استسلام.. نستجدى بائع الكذب أن يمنحنا فهما من حياة لا تفهم أو قراءة لما يخفيه لنا القدر.. نجوب حيوات فى محاولات فهم غير المفهوم.. وقتال المهزوم الممنوح شرف القتال دون أثر سواه؟!.. نرتدى عباءة الوهم وقناع المرور بين علاقات الجمود والغبن.. بدوران فى أفلاك التعب والمشقة.. تشظينا وتناثرنا على أرض الحياة.. تناولنا العقاقير بحثا عن أفيون الحياة.. كل اللعبات كانت وكل المناسب وغير المناسب من حيل ابتدعنا.. صمت وتعارك وقفز ونهوض وركض.. محاولين عيش حياة كل شىء وبأى شىء؟!.. صراع الذات لتكون دون تواؤم بين الاختيار والقدر.. بدايات مفروضة ونهايات دون الخلود.. برغبات لحيوات تليق.. حياة على حافة الحياة.. بأوهام بأشياء تتسرب فكنا الملاحقين للسراب؟!. دون تفسير بغباء نسعى وبحمق نتقبل العلة؟!.. مبهمون تحتلهم المشاعر المبهمة.. لا ينتظرون من أين ومتى وكيف؟!.. نتفاجأ وعلينا إخفاء الدهشة.. بل علينا أن نستأنسها ونألفها؟!.. مقيدون غير مسموح بالنواح أو الصياح أو إظهار شكوى قد تغضب الأيام؟!.. بلسان حال تقبل الشىء ونقيضه.. تظاهر بالقوة والغلبة أو الضعف لترضى غرور الظالم.. تحمل ما يقتلك.. قاوِم فى صمت.. مت وحيدا؟!.

تحيا بين دائرة كلٌّ فيها ينال منك، وإن أردت أن تنال فعليك بالتغفيل والسطو والفر دون أن يلمحك أحد؟!.. فما يؤخذ بغتة قد لا يعوض؟!.. بيقظة المراوغين المهرة لتنجو من اللصوص وقطاع الطرق.. نم مفتوح الأعين ويدك على زناد سلاحك.. ففى أى لحظة ستفقد حياتك.. فمهما كانت حياتك تافهة فهى مطمع؟!.. عليك أن تحيا بخوف على ما لديك مهما كان بسيطا فغير مسموح لك أن تملك شيئا؟!.. انتظر وانتظر لحظات فارقة.. تعلم وهم الانتظار الحامل للواء ربما؟!.. رغم ذل السؤال وحجب الحقيقة مع واقع يلفه زيف لا ينضب رغم حظك غير اليسير منه؟!.. فما أعطاك قسطاً كافياً وما منحك الحقيقة الشافية؟!.. هكذا عليك أن تحيا وأنت على غير ما يرام؟!.

فى رحلة اللايقين دون أسئلة وجودية عقيمة دون بحث عن منطق الأشياء.. علينا قبولها وقبول الأشخاص والحياة كما هى.. ننتبه ونغفو ونعود لواقع.. سواء آمنا به أو كرهناه.. فمعظمنا يكره الواقع ولا يتقبله إلا بمزيد من الخداع والكذب لينجو.. نغضب ونعتذر ونعود.. فتصير عادة نتقبلها هربا من مهاجمة أفكار تدفع بنا للهاوية.. بين متقبل ومعذب يطرق باب الحقيقة وهو يعلم أنه سيعود خالى الوفاض.. تحركه الرغبة والنشوة، فحتى العذاب قد يخلق داخلنا لذة المتعة؟!

نحيا أكبر الألغاز وأعظمها.. نغض الطرف أو نصطدم بعناء مع كل حماقة حولنا.. فالبيئة والكون كله واحد على العباد.. ونحن من نختلف بحملنا من الأحاسيس والإدراكات.. بأولويات تحركنا وتشقينا.. مهزمون فى طريق الحقائق ومطلق الأشياء.. نسير فى طريق الأوهام.. وعلينا أن نؤمن أن الوهم هو امتلاك الحقيقة والعكس.. الأشياء أوهام.. المشاعر أوهام.. مستعدون طوال الطريق لفجائيته ونواميس التغيير.. فالوهم هو الأساس فيما تراه أعيننا وما نشعر به.. علينا الرضا بمغادرة كل شىء وأى شىء.

كما لو كنا فى حلم طويل.. نعيشه بأحلام متقطعة.. نقتحم حياة بعضنا البعض ونغادر ونترك ونفارق.. سواء كان سلميا أو عدوانيا.. ينتهى عمر الأشياء والأماكن وعلينا الوهم بقبول سنن الكون رغم أن لا أحد يرضى أو يقنع؟!.. يحاول ويحاول ألا تنهكه المحاولة.. متعبون من فرط محاولات التقبل لنرضى؟!.. فيزداد شقاؤنا بالتأرجح بين عوالم خيالية تحتل أنفسنا بأوهام مستحيلة وعوالم خارجنا تعج بسيف الحقائق المنفلتة من بين أيدينا .

بقبول المستعصى والمستحيل سواء تزاحمنا وتصارعنا أو حاولنا التعايش بسلاسة وغالبا لا سلاسة أو صدق.. نتأهب غالبا لغير المتوقع من الأمور.. بأوهام مدفوعة بمخاوف دائما تدفعنا لنتائج خاطئة ومغالطة.. بسحر الكذب المتقن مهما كانت آلام الضحية؟!. فللكذب تبعات وللنتائج المزيفة مثلها من الغرور والتكبر من أصحاب النفوس المريضة خاصة وإن كان الميزان غير عادل.. فعجبه يفرض واقعا على الجميع بالموهومية.. وتعاطيهم فى صراع الوهم فى هروب وتقلب؟!.. بين غلو وتقليل؟!.. حتى الوهم يطالبنا بالوسطية والاعتدال؟!.

نترنح بين الصحى والمرضى؟!.. نُصاب بالقلق والحزن أو الهدوء المشوب بالتوتر فى سيناريوهات وسيناريوهات نفعلها فى مواجهة بعضنا البعض.. بحرفية وذكاء نمكر أو يمكر الآخرون بنا.. مشاهد تتكرر فى حكايات التواصل مع الواقع دون مطلق ودون عدالة؟!.. نمزق بعضنا البعض أو نخدر أنفسنا أو غيرنا.

مع أفيون الحياة الكل يحاول الحياة خلف أقنعة وأدوار.. نحمل الزيف بأعين مغمضة.. نصنع الأوهام ونصدقها فى تبادل وسط دائرة قد لا تكون لك الإرادة أو الحرية فى مغادرة موقعك.. نختلف فى القدرة على اكتشاف الوهم وحبكته سواء للآخرين أو حتى لحياتنا.. أنت نفسك قد تحيا حياة كاملة وتكتشف أنها كانت أوهاما؟!.. بل قد تبلغ هذه الحقيقة متأخرا؟!.. فنحن منْ نتجاهل المنبهات والإنذارات.. تحركنا الصفعات وتلزمنا امتلاك جعبة وذخيرة من أوهام جديدة تنقلنا إلى مرحلة جديدة.. قد نرى عندها أن الحقيقة هى الحل وخاصة بعد زوال سحر الوهم.. بحقيقة دامغة تدفعنا لواقع حقيقى أو ربما حاولنا العيش بوهم جديد؟!.. فحتى الحقيقة تقسو علينا فنهرب بالتحايل دون المبارزة حتى ننجو وننتصر بهزيمة الحياة.. وقد نتغير للأفضل.. أو قد نمكث فى براثن تداعيات هذه الأحداث سواء امتلكنا الحقيقة أو وهما جديدا؟!.

فالحقائق تؤلمنا سواء كانت فى صالحنا أو ضدنا.. لأن الندم غالبا يعترينا بأننا ما عشنا غير هباء منثور.. بذلنا فى سبيله أعمارنا؟!.. قد تكون بتضحيات وأثمان غير عادلة.. وبات علينا أن نلوذ بما تبقى من أشلاء أنفسنا الممزقة بين سراديب ودهاليز الحقيقة والخداع.. ربما امتلكنا نصوصا شافية.. وربما رجعنا آلاف الخطوات للوراء رغم أنه لا جديد فى الوراء؟!.. لكننا مجبرون على التأرجح دائما.. نسترجى قوة تدفعنا وتأخذ بأيدينا قد لا تأتى؟!.. نخبئ أحلامنا ونطوف باحثين عن رمق الحياة وسط غياب لكل ما يمنحنا الحياة.

حاملا همومك وهموم كل الأرض.. تشتاق لصعود سلِس أو مكوث آمن.. أو لحظة بنكهة الحياة.. تعلم أنك مفارق لكنك ما زلت تشتهى البقاء؟!.. تستلهم حكمة من سبقوك ولا تكترث بمن يأتى بعدك.. ففناء معاناتك خلق منك الأنانى الذى أعمته سوءات الآخرين.. فشلت فى الحياد والحياة.. قد تصير خطرا على غيرك وقد تصير مستسلما لأسلحة غيرك؟!.. حياة تبعث بك لأقاصيها وتجعلك دائما على أهبة الاستعداد.. ينصحونك بالتسامح وعكاز الوهم والصبر رغم قطع الطريق لنيْل حقك بين متاهات الانتقام.. لا تنسى ولن تنسى.. فجراحك لا توصف وذاكرتك صارت أقوى أجزائك.. ترتدى عباءة الوهم كطفل يلهو بالحياة بألعاب وأشياء يملكها بالعناد والمكابرة.. بافتعال الحلم مستعد للقفز فوق عثرات السنين.. بحصاد خلف ملجأ آمن من أوهام وأحلام.. فقد يأتى يوم يعكس سرابك حقيقة مصقولة ومعها قد تولد من جديد؟!

لا تأسَ على حياة حملت الصواب والخطأ.. ومنْ منا لم يخطئ؟!.. فعلّة الحياة الجهل وأمر علينا أن نخطو خطوات الواثقين.. مغلوبين للعيش.. مجاملين رغم حنقنا.. حاملين آلاما وحيرة.. باحثين عمن يتولى أمرنا؟!.. أو حتى ينتهى أمرنا؟!.. نحمل المعادلة الصعبة وربما كنا المعادلة الصعبة؟!.. نحمل الأمانى ونتوق للمستحيل.. نخفى القلق والحنين.. مقيدون نمضى؟!.. غارقون نلوّح؟!.. فنحن منْ فرضت علينا الحياة بحظوظ الكاذبين فى نهاية حرب لحرب لا نهاية لها؟!.

 
    كلمات البحث
  • حياة
  • المنحدر
  • العميق
  • قلق
  • وجوم

أخبار الساعة

الاكثر قراءة