رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

عابـــرة بطائـــرة مـــن ورق؟!


22-3-2025 | 17:38

.

طباعة
بقلـم: سحر رشيد

أنا الحقيقة فى دائرة السراب.. أعبر فوق زحام البشر.. كان المسير وكنت الأسير.. فى الفضاء أبحث مكانا.. بعيدا.. بعيدا أراه؟!.. عليل يحمل الضياع.. أو ربما كان الضياع هو المتسع؟!.. ممتلئ بفراغ.. جرعات زائدة من فقاعات الحلم والحقيقة.. أصارع الوجود بالعدم والعدم بالوجود؟!.. من فوق إشارات السراب.. أحرك بقوة وأظن أنى حامل الاتفاق المسبق مع القدر؟!.. أود التيه وأرجوه وأردد أين أكون؟!. بحديث طويل وجريمة متبادلة بحلم بأجنحة غير عظيمة.. ظننت أنى القادر على إغواء السراب.. سقطت دون أن يشعر بى أحد وما زلت أبحث عن مكان لى فى السماء؟! .

 
 

 

 

إنجاز على الدرب وإن تكرر السقوط.. ينتصر بالوهم والغرور وإن تنكر للهزيمة.. حالم وممثل ومتآمر فى سباق وركض وفر.. ربما قارب الفوز بخرافة لا تصدق.. مهما نالها من هزات وعثرات عساها تنجو؟!.. ولو تعددت المرات فى صبر وحسرة يشيع قتلاه من الورق يردد الفقد واقع لابد منه.

دون اتفاق مع مجهول الأجواء ودون عقد مسبق يرتضى.. دون شكوى ربما يعثر على الجواب.. غائب.. بعيد.. قريب.. فارغ.. مملوء.. مرهق بالهروب.. محاولا منح عقله وقلبه القبول.. نزهة.. استراحة ربما؟!.. أو قد تكون الرحلة كلها محل المؤقت من الأمر؟!.. كذبا نردد الطائرة صنيعتنا.. مقبضها بين أيدينا.. نتحكم فى إقلاعها وقت ما نريد رغم أننا لا نحمل سوى الوهم؟!.. وهم الحرية؟!.. لا اتجاه نعلمه رغم علمنا ببوصلة الاتجاهات.. مجرد علم دون معرفة موقعنا؟!.. محاولين إقناع أنفسنا بواقعية الأحداث والصدف.. ربما سئمنا التفكير الذى أغرقنا؟!.. ربما ملكنا السخرية علاجا لآلامنا؟!.. ربما مللنا المهم والأهم وما عدنا نتمنى غير الاحتمالات المستحيلة؟!.. بأفكار غريبة عدنا نفصل عقولنا فى البحث عن أسبابها؟!.. منساقين لأى شىء لنغادر من ملل وتعثر.. فهلا من منقذ صار غريبا بأرض غيره يتسول؟!.. فر من أرضه إلى خيبات غيره؟!.. علّه يهجر عثرات الخيبة المتكررة بأفكار مرفوضة قذفت به لفضاء رفض أن يسحقه؟!.. ربما اصطدم بخطأ يصحح مساره؟!.. ربما عاود المقاومة؟!.. ربما تنازل واستسلم أو ازداد عذابا؟!.

دون ضمانات تحمل الأفكار والأشياء.. قد تخسر كل شىء إن لم يحالفك الحظ أو تأتى إليك الصدفة.. تزداد ألما من مركون ينتظر القفز.. حتى ولو كان لعبة دون تسديد الأهداف.. فنحن من نرفض دفن أفكار طالما حلقت بنا بعيدا على أغصان الأمل والرجاء.

حاملين الحلم رغم القسوة.. مقيدين رغم رفضنا لمواقف تستنكر وضع الخسارة.. نسامح.. نقبل.. نرتب.. تائهين فى متاهات وشباك.. نقبل على الحياة رغم خوفنا.. نحمل الوهم والكذب.. نتشبث بظلال الأفكار أو قد تجدنا كالظلال بين الشروخ.. متوسلين أى شىء يدفع بنا داخل دائرة اللعبة.. لعبة ومدارات.. مغامرة وركض بطائرة لا تحملك أنت منْ تحملها.. تدفع بها نحو المجهول.. تظن أنك فى اكتشافات؟!.. لكنك عابث بمسافات بعيدة.. غفوة ربما؟!.. مشجب تعلق عليه كل هزائمك؟!.. تمضى وراءها كما تمضى وراء أحلامك.. مع التيار وضده.. طقس يتحكم فى خط سيرك.. كما كل شىء فى الكون مفروض عليك.. وأى طارئ يفقدك السيطرة ويحكم بتغيير مسارك.. لا معجزة ولا تنتظر المعجزة.. مجنون دون سطوة ودون قواعد.. تمارس اللعبة الوحيدة التى تستطيع إتقانها.. تتظاهر بالانطلاق وارتداء الواسع من الثياب.. تدارى جبنا وخوفا من السقوط.. رغم محدودية المكان لكنك تملك متسعا مقيدا بالكاد يستدرجك لعبث بحجم الاشتياق والرجاء؟!.

أنا الحالم فوق ورق لطائرة أطلقتها بأجنحتى المكسورة.. تجوب السماء وتجذبها الأرض.. فتطرح محطمة تتلاشى ويتلاشى معها كل شىء حلمت به.. وإن لم أكن أملكها.. ربما كان وهم الشجاعة وسط جاذبية خانقة اتخذت عهدا لايسمح لأحد بالعلو.. تركتها تحلق دون تريث.. أفعلها وحدى.. أستمتع للحظات.. أبتسم لها ابتسامة الأبله الذى يعلم مقدما أن السقوط نهاية معلنة قد يحل محلها متعة المشاهدة.. ربما كنت الباحث عن ملجأ بين السماء والأرض.. أرض تطرد وسماء تطرد؟!.. ربما كانت دقائق من السعادة مع وهم يحلق؟!.

بحوار صامت انتهيت من صنع طائرتى.. غردت.. اخترت طريقى.. حائرة تمتطى جناح الواهمين لرحلة البراق؟!.. أطلقتها وظلت أقدامى معلقة على الأرض.. تراوح الثبات والطيران علّها تصل لعنان السماء.. ورغم رهاب الطيران إلا أننى تغلبت عليه بأحبال واهية.. تخيلت معها أنى أرواغ الوجود رغم علمى أن معاكسة الطيران للجاذبية قد تقتلنى.. وقد يقتلنى أيضا طول النظر لورقة تطير فى الهواء؟!.. علقت عليها كل الأمانى.. قد تصيبها سهام المتصيدين وتكون من الهالكين.. حملت معها تساؤلاتى الحمقاء؟!.. أين سترسو؟!.. وهل ستعود بالإجابة؟!.. وهل ستأخذنى لبعيد؟!.. وهل تستطيع فعل ما فشلت به طائرة الحديد؟!.. ومن قال إنى اعتليت طائرة من حديد من قبل أو كان لى مقعد فى أى مركبة أخرى؟!.

فأنا المحروم من متعة الاعتلاء.. أحيا الفراغ والانتظار داخل دائرة السراب بالكاد أحلم وتتعلق أحلامى بهشاشة ورقية.. أحمل المخاطر وأذهب للمخاطر وأعلم المفاجأة وسوء ما أواجه من أيام؟!.. قد تتحطم طائرتى وقد ترسو على أرض غير أرضى نفاية يلقى بها فى سلة المهملات حتى أحلامى تصير نفايات؟!.

قد تسقط فى أى مكان غالبا غير مناسب لى.. فليس بإمكانى أن أمتطيها لكنى أمتطى خيالى عبر السحب المتناثرة.. أركز نظراتى وأستدعى الجميل غير المنظور الكامن فى عمق مكنونى.. يتحرك بفيض من أمل ويبعد ويسافر علّه يتجلى فى الفضاء.. يسمع كلماتى وآهاتى تمر وأمر معها فى رحلة السفر المشوب بالخطر.. فالخطر واجب والحذر لا يمنع خطرا.. فى لقطة ستمر لثوانٍ معدودة أرى نفسي فوق ظهرها.. تغالب وتفيض بملامح البهجة.. تعدنى بالخير ونظراتى ترجوها ألا تردنى خائبة.. وألا يقتلها انحراف بغير اعتياد.. أو تحيد عن مدارها.. بولوج آمن وإن غيرت مجراها.. لا تتوه عنى.. فإنى بالعودة راجية فلا قدرة لى بضياعها.. وليس لى سلم يناديها فلمَ لا تكونى سلمى للأمجاد؟.. مهاجر لهجرة من عنق القيد المؤلم.. ليقظة فى حلم وصمود.. لموعد عيد بلا قيود.. إلى المنتهى.

حملت أفكارى وأشيائى وبك أنادى وأهاجر وأواعد بقلب المتيم.. للوصل بأعذب الليالى رغم الضيق.. أنت الحقيقة والوهم والوسيلة والمجرد الذى لامسته يداى.. بك لا أكف عن الوجود مهما كانت الحقائق مؤلمة.. أتنفس من ألم فكرة لألم أنال به سلما.. بقلب يشتاق وعقل يحاول أن يجذب.. ابتلعتِ عمقى فحملتِ ما كان طى الكتمان.. جامعة حاضنة لشتاتى.. قد أكون بك مصححا لغير المنطق.. بك لم تعد فكرة ولم أعد سرابا.

رغم أننا لا نحمل فكرة الجواب وجدنا أنفسنا خلف أفكار المستحيل بلا باقة ورد مهداة ولا قبلة على جباه تمسح عناء السنين.. قضينا الرحلة فى تساؤلات حتى صرنا نحمل فوق ظهر سراب.. أفكار كفيلة بالكسل وداوعى الاكتفاء بصور هلامية.. تطرح أشقاء وشقيقات لها فتزيدنا إرهاقا وتعقيدا وسط حصار من أكوام الخيبات ولا ننجو ولا نهلك؟!.. كل شىء يعمق من جروحنا ويدفع بنا فى متاهة الهزيمة والانكسار.. نشقى بالانتظار الطويل خلف نوافذ الأحلام.. ونتساءل هل ما زلنا قادرين على العبور.. ورغم أننا لا نعلم ما الذى ينقصنا إلا أننا نحمل ما يجعلنا نصارع الحياة رغم القسوة.. تلف الفوضى كل مكان إلا متابعة طائرتك.. وهم المتابع الماكث دون حراك.. صنعت الخديعة وحققت الفكرة وظننت أنك تسير فى الطريق الصحيح.. محكوم عليك بدفن أفكارك مهما حلقت لبعيد.. بكل يقين كاذب تستمر المراوغة.. من واقع مملوء بأيدٍ شرسة تغتال كل جميل.. بكل حيطة وحذر مدفوع لمعاودة الطيران بلعبة جديدة.. بجنون المتلهف المشتاق المتعالى على الوجود.. فقد صارت فى المجمل ذات الوجود.. واقع وخيال.. نحو العلا نحلق حتى ولو كنا على هامش الحياة.. لا يهم فقد نرضى بدور الصبور حتى ولو كان بتوقع خطأ الحياة.. بهزيمة نكراء نروض التفاصيل بإيقاع المتعة من رحم الألم.. مروّضون لنتألق بسر الحياة.. محاربون بأقدام على الأرض وعيون تحلق فى السماء راجية الظفر.. تلوح للقدر عسى أن يراها ويمنحها ما تريد.. حتى ولو استمر يشيع قتلاه من طائرات الورق.. يردد على نفسه أن الضعف لا يليق به.. إنه منْ أحال الفكرة لواقع.. ومعها اختفت المسافات.. ربما كان فوزه أنه لن يتوقف عن الحلم.. حتى ولو بقى على أرض غير لائقة.. لا يملك سوى التحايل.. تنقصه الحياة.. إلا من لحظات عابرة.. بجنون وغباء يحاول ترتيب حماقاته.. ينتظر أشياء لا تأتى.. فى محاولات مرهونة دائما بالثمن.. قد يفشل معها آلاف المرات.. رافضا أن يسأله أحد كيف صرت هكذا؟!.. حالما فوق الورق فى مهب الريح مثقلا تترنح؟!.. ألا تستحق العيش؟!.. يجيب صرنا قلوبا تعكف المستحيل ربما ألفته وربما رحل عنها من فرط ملل من طول التصاق وبلغنا الإمكان.. ربما حملنا سخف المتفائلين.. أو ربما حظينا بخطأ يصحح الوضع المقلوب.. فالكل يحيا اللعبة من طرف واحد على الأرض والسماء فى سباق ومحاكمات؟!.. وقد يوشك على الوصول منْ يقلع عن الدهشة والاستغراب؟!.. يرتدى ثوب الجنون؟!.. يتقبل المبهم دون فهم؟!.. والغامض دون تعليل؟!.. ويتوافق مع المتغير بغير علَّة أو سبب؟!.. عندئذ يستحق العيش .

.

    كلمات البحث
  • القدر
  • يشعر
  • بحديث
  • طويل
  • السماء

أخبار الساعة

الاكثر قراءة